حركة الحجيج في ميقات "يلملم"
الليث- عوض الفهمي : رصدت "سبق" في جولة ميدانية على ميقات "يلملم" الذي يحرم منه أهالي جنوب المملكة والقادمين من اليمن, حركة الحجيج في الميقات, ورحلتهم التي تمتد 120كم إلى بيت الله الحرام. وقد لوحظ بشكل واضح قلة عدد الحجيج القادمين من اليمن وجنوب المملكة بسبب الحرب على الحدود الجنوبية ومطاردة المتسللين. أكد ذلك لـ"سبق" دعاة الشؤون الإسلامية العاملون في مجال التوعية بالميقات. كما رصدت "سبق" ضعف الخدمات وقلة دورات المياه, وضيق مسجد الميقات.
"يلملم" هو ميقات أهل اليمن وجنوب المملكة حيث يتم الإحرام منه من قبل القادمين من الجنوب. و"يلملم" الآن هو قرية "السعدية" الواقعة شمال محافظة الليث, جنوب مكة المكرمة على الطريق الساحلي ويبعد عن المسجد الحرام بـ 120 كم وهو يقع على مساحة 100×100م, داخل منطقة مسورة تحيط بها مواقف الحافلات والسيارات الصغيرة، وبداخلها مسجد مساحته 35م× 35م، ويشتمل على دورات مياه للرجال وأخرى للنساء، وسكن للإمام والمؤذن. وميقات "يلملم" يقع بمحاذاة الميقات الأصلي الذي يسمى "السعدية " ويبعد قرابة 15 كم شمالاً.
وسمي ميقات "يلملم" بهذا الاسم نسبة إلى "وادي يلملم", الذي يمتد من الشرق إلى الغرب, ويصب في البحر الأحمر. ويحرم من ميقات يلملم أهل اليمن وسكان جنوب المملكة.
وزارت "سبق" ميقات يلملم للوقوف على مدى الإستعداد والخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، ورصدت تواجد دعاة وزارة الشؤون الإسلامية, الذين يقومون بإرشاد وتوعية الحجاج بالمناسك, وإلقاء المحاضرات وتوزيع الكتيبات والمطويات والنشرات على حجاج بيت الحرام.
وقد أكد الدعاة في حديثهم لـ"سبق" أن هناك حجاجاً يحرمون من الميقات القديم "السعدية", معتقدين أنه لا يجوز الإحرام إلا منه, وهذا عن جهل وعدم العلم بمناسك الحج. وعن الجنسيات التي تفد لميقات يلملم قالوا: يحرم من يلملم أهالي جنوب المملكة واليمن وبعض الإندونيسيين ممن يعملون في مناطق الجنوب, ونسبة قليلة من حجاج الحبشة وكذلك بعض العمالة الذين يعملون بالمناطق الجنوبية.
وعن نسبة كثافة الحجاج لهذا العام 1430هـ قال الدعاة: نسبة الحجاج هذا العام قليلة جداً بالمقارنة بالأعوام السابقة, مرجعين ذلك إلى عدة عوامل قد تكون سبباً في قلة عدد الحجاج القادمين من جنوب المملكة, أهمها الحرب القائمة بين القوات السعودية والحوثيين وأيضاً الخوف من وباء أنفلونزا الخنازير.
والتقت "سبق" بعض الحجاج القادمين من جنوب المملكة, الذين أبدوا سعادتهم بأداء مناسك الحج هذا العام, مقدمين شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين, على تذليل كافة الصعاب وتسهيل مهمة الحج لهم حيث إنهم منذ انطلاقتهم من جنوب المملكة إلى أن وصلوا لميقات يلملم والطرق ميسرة والخدمات الصحية مقدمة لهم، وكذلك قام الدعاة المتواجدون بمسجد الميقات بتوجيههم التوجيه الصحيح من حيث التوعية والنصح والإرشاد وتوزيع الكتيبات والمطويات التي تساعد الحاج على أداء نسك الحج بطريقة صحيحة وموافقة لما كان يفعله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وطالب الحجاج بتوفير بعض الخدمات في الميقات وقالوا: يعاني الميقات من قلة عدد دورات المياه التي لا يتجاوز عددها التسعين, إضافة إلى ضيق المسجد الذي لا تتسع مساحته لعدد كبير من المعتمرين والحجاج، مما يضطر بعضهم إلى الصلاة خارج المسجد, وهو ما حدا بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمحافظة الليث إلى إنشاء مشروع جديد بدأ العمل به, يضم 300 دورة مياه إضافية للرجال والنساء كما يجري العمل على توسعة مسجد الميقات خلال الفترة القادمة.
ويتواجد على طريق الساحل من محافظة الليث إلى منطقة مكة المكرمة, أربع نقاط تفتيش يشارك فيها أمن الطرق ودوريات المرور والشرطة والدفاع المدني والجوازات, للتأكد من الإقامات النظامية للحجاج القادمين من خارج المملكة، وتصاريح حجاج الداخل, وتسهيل دخول حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة إضافة إلى تقديم جميع الخدمات الأمنية مثل تنظيم السير وتفويج الحجيج الداخلين لمكة المكرمة، بالإضافة إلى العديد من الدوريات الأمنية المنتشرة على جنبات الطريق والتي تسهم في المحافظة على سلامة أرواح حجاج بيت الله الحرام. كما تنتشر أربعة مراكز لجمعية الهلال الأحمر السعودي تقدم خدماتها الصحية من حيث مساعدة المصابين في حوادث الطرقات وكذلك تقديم المساعدة للمرضى وكبار السن الذين يعانون من تعب وإرهاق الطريق .