{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة التوبة: 34].
الكنيسة المصرية أعلنت إفلاسها بتصنعها لمعجزات وهمية تحاول بها إثبات مساندة السماء لها وتحاول التماس التأييد لدى أتباعها بعدما بدأت تفقد بريقها في نفوس العامة. والحقيقة أن أمر المعجزات التي بدت تتنزل على كنائس شنودة وفقط كنائس شنودة أمر واضح أنه من حيل الرهبان التي اشتهروا بها عبر تاريخ الكنيسة لجلب الأموال ولكسب ود الأتباع وإبهار العوام الجهلة , وفي دراسة أقدمها للقاري أحلل فيها سر ظهور العذراء على الكنيسة تحليلاً وافيا شافياً مقروناً بالأدلة والأرقام الإحصائية وتسلسل الأحداث ولكن قبل أن أسرد أدلة كذب الكنيسة في ادعائها أسوق للقارئ عقيدة الإسلام في مريم الصديقة عليها السلام:
إن الإسلام يوقر السيدة مريم العذراء البتول رضي الله عنها وأرضاها حيث قال الله عنها في كتابه:
{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} [المائدة: 75].
فبين القرآن مكانة مريم العذراء البتول رضي الله عنها وأرضاها أنها صديقة ذات مكانة عالية, وبين أيضاً أنها وابنها بشر يأكلون الطعام فليست لهم صفة الخالق وليسوا آلهة وإنما هم بشر مكرمون أما عيسى فمكرم كونه من الرسل الأطهار وليس كسائر الرسل بل من الخمسة الكبار أولي العزم الكرام, وهم محمد وإبراهيم وعيسى وموسى ونوح, وأما مريم فمكرمة كونها صديقة وكونها أم لأحد أولى العزم من الرسل وكونها أيضاً أجرى الله تعالى فيها معجزة باهرة لتكتمل بها عظمة الخالق في خلق الإنسان بجميع الصور فالصورة الأولى هي خلق الإنسان بلا أب ولا أم وهي حالة آدم عليه السلام, والحالة الثانية هي خلق الإنسان بأب وبلا أم وهي حالة حواء عليها السلام والحالة الثالثة هي حالة جميع بني آدم وهي الخلق من أب وأم فكانت الحالة الرابعة والأخيرة في الإعجاز الإلهي هي خلق الإنسان من أم بلا أب وهي حالة عيسى عليه السلام , الذي خلق بكلمة الله (كن) فكان.
وقد بين الإسلام أن احترام الأنبياء والرسل والصديقين لا يعني دعائهم أو الاستغاثة بهم أو طلب العون في المعايش أو الشفاء من الأمراض, بل جعل الله تعالى العلاقة بين العباد وبينه بلا واسطة فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186]، فالمسلم ليس بحاجة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كواسطة بينه وبين الله, كذا هو ليس في حاجة لسائر الأنبياء أو الصديقين.
قال تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [سورة فاطر: 13-14].
قال الإمام ابن كثير في تفسيرها: "{وَلَوْ سَمِعُوا مَا اِسْتَجَابُوا لَكُمْ} أَيْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْء مِمَّا تَطْلُبُونَ مِنْهَا، {وَيَوْم الْقِيَامَة يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} أَيْ يَتَبَرَّءُونَ مِنْكُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاس كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [سورة الأحقاف: 5-6]، وَقَالَ تَعَالَى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [سورة مريم: 81-82]، وَقَوْله تَعَالَى: {وَلَا يُنَبِّئك مِثْل خَبِير} [سورة فاطر: 14]، أَيْ وَلَا يُخْبِرك بِعَوَاقِب الْأُمُور وَمَآلهَا وَمَا تَصِير إِلَيْهِ مِثْل خَبِير بِهَا قَالَ قَتَادَة يَعْنِي نَفْسه تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَخْبَرَ بِالْوَاقِعِ لَا مَحَالَة.
وقال الإمام القرطبي: "{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} أَيْ يَجْحَدُونَ أَنَّكُمْ عَبَدْتُمُوهُمْ, وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْكُمْ. ثُمَّ يَجُوز أَنْ يَرْجِع هَذَا إِلَى الْمَعْبُودِينَ مِمَّا يَعْقِل; كَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنّ وَالْأَنْبِيَاء وَالشَّيَاطِين أَيْ يَجْحَدُونَ أَنْ يَكُون مَا فَعَلْتُمُوهُ حَقًّا, وَأَنَّهُمْ أَمَرُوكُمْ بِعِبَادَتِهِمْ; كَمَا أَخْبَرَ عَنْ عِيسَى بِقَوْلِهِ: {مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} [سورة الْمَائِدَة: 116]، وَيَجُوز أَنْ يَنْدَرِج فِيهِ الْأَصْنَام أَيْضًا, أَيْ يُحْيِيهَا اللَّه حَتَّى تُخْبِر أَنَّهَا لَيْسَتْ أَهْلًا لِلْعِبَادَةِ. {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} هُوَ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ ; أَيْ لَا أَحَد أَخْبَرُ بِخَلْقِ اللَّه مِنْ اللَّه , فَلَا يُنَبِّئك مِثْله فِي عَمَله" أ هـ.
بعد هذا العرض يتضح لنا أن المسلم ليس في حاجة كي تظهر له العذراء عليها السلام لتجيب الدعاء أو تشفي المريض فإنما يستجيب الله وحده لدعاء المضطرين ويكشف السوء وحده ويشفي المريض ويعطي المحتاج, فلا حاجة للمسلم إلى واسطة سواء السيدة الصديقة مريم أو غيرها من الصالحين.
كما أن الإسلام يثبت أن للشياطين قدرة على التشكل بأي شكل لإغواء البشر وإيقاعهم في الشرك حيث أن للشياطين قدرة على التشكل، بأشكال الإنسان والحيوان؛ فقد جاء الشيطان المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك، ووعد المشركين بالنصر، وفيه نزل قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} [سورة الأنفال: 48].
ولكن عندما التقى الجيشان، وعاين الملائكة تتنزل من السماء، ولى هارباً: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة الأنفال: 48].
وقد يتشكل الشيطان في صورة حيوان: جمل، أو حمار، أو بقرة، أو قط أو كلب، خاصة الكلب الأسود. ومن ثمّ، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة. وعلّل ذلك بأن «الْكَلْبُ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ» [رواه مسلم]، يقول ابن تيمية: "الكلب الأسود شيطان الكلاب، والجن تتصور بصورته كثيراً، وكذلك بصورة القط الأسود؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه "قوة الحرارة".
وردت نصوص في تمثل الشيطان في الكلب الأسود، كما وردت نصوص أخرى في مصاحبة الشياطين لبعض الحيوانات، ومنها الإبل، للحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَلَى ذِرْوَةِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللَّهَ وَلاَ تُقَصِّرُوا عَنْ حَاجَاتِكُمْ» (سنن الدرامي، الحديث الرقم 2552).
ثانياً: التقارير الواردة ببيان كذب وادعاء الكنيسة:
في دراسة قام بها الباحث عماد سعد الدين ونشرتها جريدة المصريون المصرية بتاريخ 22-12-2009, حلل فيها سر ظهور العذراء على الكنيسة تحليلاً وافيا شافياً مقروناً بالأدلة والأرقام الإحصائية وتسلسل الأحداث قال:
تعاني الكنيسة المصرية العديد من المشكلات والصراعات الرهيبة على المستوى الداخلي ولعل أشهر تجلياته هو الصراع الذي اتسع مؤخرا ما بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية أو البروتستانتية والذي تجاوز حد الصراع على اجتذاب الأتباع إلى التراشق الإعلامي واتهامات الهرطقة، وقد شاهدنا ذلك كثيرا وتحول إلى مهزلة في الوقت الحالي ولعلنا جميعا نعرف مناوشات ومشاجرات الأنبا بيشوي بالكنيسة الأرثوذكسية مع القس إكرام لمعي من الكنيسة الإنجيلية وما تبعها وما زال يتبعها من مهازل.
كما لا ننسى الانشقاق داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من قبل مجموعة كبيرة جدا من أتباعها وانشائهم للكنيسة القبطية المصرية الموازية بقيادة الأنبا ماكسيموس وتزايد أعداد التاركين للكنيسة القديمة المتصلبة لدرجة عدم تجاوبها مع متطلبات العصر وتعارض أفكارها مع التطور الطبيعي للمجتمعات وكلنا نعرف ذلك جيدا مرورا بأزمة القرعة الهيكلية لاختيار البابا التالي لشنودة الثالث والصراع الدائر بضراوة حاليا بين التيارين المتناوشين، تيار القرعة الهيكلية وتيار الاقتراع على اختيار القادم الجديد.
كما لا ننسى أن نمر بمجموعة من التحولات النفسية التي أصابت المسيحيين في مصر في الفترة الأخيرة بسبب ازدياد التطرف داخل تيارات الشباب المسيحي، والذي زاد في بعد هذا الشباب عن الاندماج في الأطر المجتمعية داخل مصر ولجوء هذا الشباب الدائم للتقوقع الطائفي ممثلا في الجمعيات القبطية والمجموعات التابعة، وللأسف غالبا ما يكون هذا الشباب فريسة لتيار متطرف داخل الكنيسة أو لتيار متطرف من خارج مصر تديره أجندة خارجية من أمثال عدلي أبادير، وعصابة زيورخ، أو مايكل منير، وموريس صادق، وعصابات الولايات المتحدة، أو عصابات التنصير البالتوكية، أو مرتزقة الداخل، وبعض طالبي الشهرة الباحثين عن دور، ولعل ذلك تجلى واضحا في قضية المتنصر بيشوي حجازي وقضية الشاب عبد الكريم سليمان المتهم بازدراء الإسلام والقرآن حيث نرى ممدوح نخلة واقفا في كلا المشهدين، كما نراه أحيانا منددا بأقباط المهجر، وحينا آخر حاضرا في مؤتمر زيورخ، ونجده أحيانا عاقدا لمؤتمر صحفي للمتنصر حجازي وحينا آخر متبرئا منه بزعم أنه مختل عقليا ومضطرب نفسيا وغير صحيح الإيمان المسيحي.
ولا ننسى أن نقف ولو للحظات نتفكر في التيار القبطي الذي يتواجد خارج مصر والذي لا يمانع الكثيرون أن لم يكن جميع أفراده من مد اليد للتسول من المنظمات الصهيونية والتنصيرية في الدول الغربية والتي يعتبرها شريكا مسؤولا عن حماية ومساعدة المسيحيين داخل مصر، بل نراهم يذهبون أبعد من ذلك لطلب التدخل من إسرائيل لحمايتهم، ولعل طلب موريس صادق أحد رموز أقباط المهجر جاء واضحا دون مواربة في ذلك وهو شخص مسؤول ضمن جوقة الأقباط المهجريين ويرأس منظمة ناشطة في الولايات المتحدة، ثم ازداد الأمر سوءا وانفصالا بالمسيحيين عن مجتمعهم أثر الأحداث المتتالية وكأنه مخطط يدار وليس أحداثا فردية تغرير شاب مسيحي بفتاة مسلمة في إسنا ثم في نجع حمادي و بني مزار وملوي وطامية بالفيوم وغيرها من المدن والقرى بالتتابع وكأنه مخطط، ثم ازداد الأمر سوء بحادثة ديروط حيث تم التغرير بفتاة مسلمة قاصر عمرها لا يتجاوز 15 عاما من قبل مدرستها المسيحية التي تعطي لها درسا خصوصيا حيث اتفقت مع أخيها على الإيقاع بالفتاة الصغيرة وهو ما تم بالفعل وقامت هذه الأخت (المفترض فيها أنها مدرسة البنت) بتصوير البنت في وضع جنسي مع أخيها الساقط ذو ال35 عاما ومن ثم توزيع الشريط في البلدة!!، وهرب الرجل هذا وأغلب الأخبار تقول أنه هرب للكنيسة!!، لم تمر أيام إلا و حدث قيام شاب مسيحي آخر في فرشوط باغتصاب طفلة مسلمة عمرها 12 سنة، وعند قيام أهل البلدة الصعايدة المعروفين بشدة محافظتهم في مسألة العرض والشرف بالرد إذ بأقباط يصرخون ويشتكون من اضطهاد الأمن والمسلمين المصريين القادمين من الجزيرة العربية حسب كلام مرقص عزيز!!!
ملحوظة: كل أحداث التغرير والاغتصاب تمت متتابعة وفي منطقة واحدة وهي الصعيد المعروف بتشدده في ناحية الشرف والعرض كما ذكرت... فهل هذا من قبيل الصدفة؟!... أشك...
والنقطة الأهم هو تناقص عدد المسيحيين بصورة كبيرة جدا في مصر نتيجة تحولهم للإسلام أو للهجرة خارج مصر ففي أحدث تقرير أميركي صادر عن مؤسسة بيو الأمريكية لأبحاث الدين والحياة العامة هذا العام قدرت عدد المسيحيين المصريين من كل الطوائف بنسبة 5.4% وهو تقرير مبني على أسس علمية ولا يستطيع أحد إنكاره.
كل هذا دفع الكنيسة إلى انتهاج نهج معين تنتهجه دائما في الأزمات لتقوية أزر أتباعها بأنها جسد الرب وبيت الرب وأن الرب معها!!!
هذا النهج البدائي الساذج في زمن العلم والتطور يتمثل في الخدعة الكبرى المسماة بظهورات أو تجليات السيدة مريم العذراء حسب وصفهم!!!، وهو ما يثير سخرية ليس فقط أتباع الديانات الأخرى بل أتباع المذاهب المسيحية الأخرى ومنها مثلا ما ذكره القس رفعت فكري المسؤول في الكنيسة الإنجيلية المصرية عبر أحد الصحف حيث نقلت الصحيفة عن القس رفعت فكري، سكرتير سنودس النيل الإنجيلي، قوله: "إن الإنجيل لم يذكر أي شيء عن ظهور العذراء أو معجزاتها، وأنها مجرد إنسان وتكريمها يعود إلى أنها أم المسيح ولكنها لا تحظى بأي قداسة".
وطالب فكري البابا شنودة بضرورة "تشكيل لجنة بابوية لتقصي الحقائق وإيقاف البلبلة الموجودة في الشارع القبطي، التي يستغلها البعض للنصب على السذج والفقراء" حسبما أفادت الصحيفة، التي نقلت عن القس إكرام لمعي قوله: إن شائعات ظهور العذراء، تعود إلى رغبة البسطاء "للتنفيس عن أنفسهم نتيجة للأعباء الكثيرة الواقعة عليهم".
ووصف لمعي ما تروجه كنيسة العذراء بالوراق عن ظهور السيدة العذراء على قباب الكنيسة بأنه "ضحك على البسطاء واستغلال حاجتهم للحصول على تبرعات"!!!.
تعددت القصص و الكلمات عن ظهورات العذراء، وبدأت النقاشات، ففضلت أن نرى تفاصيل ما يحدث فلننطلق لنرى حادث كنيسة الوراق هذه قبل الوصول إلى الكنيسة بنصف كيلومتر، يوجد حاجز للشرطة يمنع السيارات من الدخول، وهنا يجب أن تترجل من السيارة وتسير وسط الجموع الحاشدة المتجهه إلى الكنيسة حواجز للشرطة لتنظيم السير على طول الطريق، يقف خلفها الأفراد، و عددهم بالآلاف، عندما تصل للكنيسة، وهي ممنوع دخولها بالطبع وأمامها رتب كثيرة، فتجد الكنيسة، و أمامها أرض فضاء، يقف بها الناس.
والكنيسة يوجد في مقدمتها برجين في نهاية كل منهما صليب منير باللون الأصفر، والكنيسة نفسها يوجد بها ثلاثة قباب، ويوجد على جانبي الكنيسة منزلان من اليمين واليسار.
عندما تقف أمام الأرض الفضاء قبالة الكنيسة وتنتظر قليلا تجد الآتي:
صراخ وتراتيل مسيحية ومدائح للعذراء مريم و ينظر الجميع إلى السماء فوق تلك الأرض الفضاء المقابلة للكنيسة،،، وعندما تمعن النظر تجد خمسة أو ستة أقرب إلى الدوائر غير المنتظمة هندسيا، تتحرك على السحاب
ويبدأ الجميع في البكاء وينتشر الحماس وترتفع الأصوات... هذا هو ما تراه هناك، و كانت لي ملاحظات على ذلك:
أولا: تلك الأنوار كانت باهته تماما وكانت تظهر على السحب فقط، وعندما يمر السحاب لا تجد تلك الأنوار أو عندما تسير بقعة ضوئية منهم في خط مستقيم على سحابة، فتخرج من السحابة تختفي تلك البقعة الضوئية، وهذا هو ما توقعته تماما...
تيقنت حينها أن تلك لعبة بالأنوار كتلك التي نراها في عروض الليزر عند افتتاح المحلات التجارية، الضوء باهت حتى لا ترى الحزمة الضوئية نفسها المنطلقة من الأرض أو من أي مبنى.
البقع الضوئية لا تظهر إلا على السحاب الذي يعمل كشاشة عاكسة، لتظهر عليه الأنوار، و عندما يتحرك السحاب وينقشع، تختفي تلك البقع الضوئية لأنها لا تجد أي وسط كثيف تنعكس علي، وهذا هو ما توقعته تماما.
ملاحظات أخرى تكشف اللامنطقية العجيبة في هذه اللعبة:
- كل تلك الظهورات لا تتم إلا ليلا، ولم نر ظهورا واحدا حدث أثناء النهار، لماذا؟!
لأن تلك الألعاب الضوئية لا تظهر إلا في الظلام، كالبروجيكتور أو أي من أجهزة الليزر التي نراها كل يوم!!!
- لم نجد ظهورا واحدا يشتمل على مادة صوتية، كلها ظهورات عبارة عن أضواء كالتي شرحناها في المقال، وهذا لأن الألعاب الضوئية صعب معرفة مصدرها إلا لو حلقت بطائرة بجانب تلك البقع الضوئية فتري مصدرها من أي منشأة أو نافذة في أي مكان قريب من موقع الظهور.
- الظهورات التي حدثت كلها تحدث في مناطق بها أماكن مهجورة، بمعنى: أن ما حدث في الزيتون منذ عقود حدث عندما كانت الزيتون منطقة عشوائية مهجورة فانظر الآن لما آلت عليه منطقة الزيتون و الكنائس هناك... والوراق (المنطقة المحيطة بالكنيسة) يوجد بجانب الكنيسة منزل مهجور، وأمام الكنيسة بجانب الأرض الفضاء عمارة مهجورة، لا يوجد بها شخص واحد، وكلها مظلمة تماما، ولا يمكنك الصعود إليها، وتلك العمارة هي التي يدخل بها الحمام الذي يطلقونه ليلا عنوة لكي يطير، فلا يحتمل الطيران ليلا، فيختفي في ثوان معدودة، وهو ما حدث أمام الناس...
- ظهرت حمامتان ثم إختفتا في ثوان... لو كان الحمام هو تجسيد ملائكي بأجساد هيولية لكان طار في الظلام بجانب الأضواء فترات طويلة، ولكن الحمام اختفى في ثوان معدودة...
الحمام لا يخرج من ذاته لكي يطير ليلا، ولكن إن أطلقته أنت فسيطير وهذا هو ما يحدث في الزيجات التي تتم في البلاد الأوروبية ليلا، يطلقون الحمام فيطير، مثلما حدث في اجتماع شنودة الثالث في الكنيسة والذي صار مثار استهجان أبناء الكنيسة الأرثوذكسية أنفسهم!!!
لذلك لم أر في تلك النقطة أي إعجاز، أو أي شيء خارق للطبيعة.
أنتظر فترة لترى ما ستؤول إليه منطقة الوراق، وخاصة المحيطة بالكنيسة، ستزدهر وتنتعش اقتصاديا...
ملحوظة هامة: الهولوجرام موجود من سنة 1947 ودخل فيه الليزر من سنة 1960". أ هـ من مقال عماد سعد الدين.
وفي تصاريح أخرى لقساوسة مصريين وإعلاميين نصارى مصريين نفوا فيها هذا الظهور المزعوم فقالوا:
"أبدى المفكر والكاتب جمال أسعد، رفضه الجزم بصحة ما يتردد عن ظهور السيدة مريم العذراء على منارة كنيسة العذراء بالوراق، قائلا: لن أصدق كل من هب ودب وحتى كنيسة الوراق بأن هذه معجزة إلا في حال صدر بيان من المجمع المقدس".
وأكد أسعد وهو قبطي أرثوذكسي لفضائية (المحور)، أنه لن يعترف بهذا الظهور المزعوم إلا عند صدور بيان رسمي من المجمع المقدس على مستوى عال روحيًا وعقديًا وعلميًا، وأن يصدر البابا شنودة بيانا حول هذه الظاهرة، مضيفًا أن الشيطان ممكن أن يصنع معجزات، وممكن أن يغير نفسه ويظهر على صورة ملاك، لهذا لن أصدق أن السيدة العذراء ظهرت إلا من خلال صدور بيان رسمي من لجنة لتقصي الحقائق.
في حين اتهم القس إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية شائعات ظهور العذراء، كنيسة الوراق بأنها "تضحك على البسطاء بهذا التجلي المزعوم للسيدة العذراء من أجل جمع التبرعات للكنيسة"، واضعا الظاهرة في إطار رغبة البسطاء التنفيس عن أنفسهم نتيجة الأعباء الكثيرة الواقعة عليهم.
شاطره الرأي القس جورج شاكر راعي الكنيسة الإنجيلية، قائلا إنه يشكك في ظهور العذراء، مفسرا الحشود الضخمة التي توجت لرؤية الحدث المزعوم بأن هؤلاء "أناس بسطاء غالبًا لديهم احتياجات معينة سواء شفاء أو فقراء، فيتصورون ويصدقون ظهر العذراء كي تحمل لهم عدالة وتعطيهم إحساسا بالأمان".
وأضاف: "العذراء ليست في حاجة للظهور بينما الناس هم المحتاجون لظهورها لتساندهم ولهذا توهموا ظهورها وهو ما لم يحدث، ونحن لا نعرف شكل العذراء، فمن الذي قال إن التي ظهرت هي العذراء".
بينما أرجع كمال زاخر منسق جبهة الإصلاح الكنسي تدافع آلاف الأقباط لرؤية العذراء للبحث عن العدالة غير الموجودة، وطالب بإعادة فتح ملف الأقباط،، وقال: "نحن نطالب كمنسق علماني بضرورة النظر في حقوق الأقباط" (جريدة المصريون).
والأعجب من ذلك نفي شهود عيان للظهور بل إثباتهم التلاعب في حديث مع إحدى الفضائيات:
تأكيدًا لما ذكرته (المصريون) نقلا عن شهود عيان، قال عدد من سكان المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء بالوراق لبرنامج "العاشرة مساء" على فضائية (دريم) إنه لا صحة للرواية المزعومة عن ظهور السيدة مريم العذراء على منارة الكنيسة، وإن الحكاية مجرد "أكذوبة" كي تحول الكنيسة إلى مزار سياحي وأكدوا أن الأمر يتعلق باستخدام التكنولوجيا في عملية الإيحاء بظهورها، وأضافوا أنه تم استخدام شعاع ليزر صوب أعلى الكنيسة به صورة للسيدة العذراء في ثوبها الأزرق، وقد ظل المشهد لمدة دقائق ثم اختفى، أما عن الحمام الطائر الذي ظهر أعلى الكنيسة، فقال أحد الأطفال: "نحن الذين طيرنا الحمام بأنفسنا"!!!
وقال القمص داوود إبراهيم كاهن كنيسة الوراق بأنه لم يشاهدها بنفسه رغم أنه كاهن الكنيسة، وأوضح أنه شاهد الحدث من خلال مقاطع فيديو تم تصويرها بعض الشباب وظهرت فيها العذراء أطياف نورانية حسب قوله.
بينما كشف أحد شمامسة الكنيسة طالبًا من (المصريون) عدم نشر اسمه، أن كنيسة الوراق لم تستكمل إنشاءاتها بعد، منذ أن توقفت عملية الإنشاءات فيها قبل ثلاث سنوات، نظرا لعدم وجود دعم مالي، إلا أنه وبمجرد الإعلان عن ظهور العذراء فوق الكنيسة انهالت التبرعات، حيث تجاوزت 10 آلاف جنيه خلال أربعة أيام فقط، مما حدا بكهنة بعض الكنائس الأخرى بالتفكير في الأمر، على حد قوله.
وانتقد الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية في تصريحات لـ (المصريون) "الزفة الإعلامية" التي تقودها صحف موالية لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس تروج لظهور السيدة مريم أكثر من مرة أمام كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق منذ أربعة أيام، واصفا الأمر بأنه "سفه للضحك على عقول البلهاء".
وأضاف: "نحن بالفعل نقدر العذراء كبروتستانت مثل سائر المسيحيين وكذلك المسلمين، لكن ليس معنى ذلك أن تظهر للناس كما تروج الكنيسة الأرثوذكسية، فهذا الظهور محض "خرافة" لا أساس لها من الصحة، وهذا ما تؤكده المقاطع المصورة التي تم التقاطها إبان "ظهور مجرد ضوء باهر أوفلاشات قوية بواسطة ليزر"، قالت الكنيسة إنها العذراء فصدق الآلاف من البسطاء ذلك".
وهذه ليست المرة الأولى التي تدعي فيها الكنيسة ذلك فقد سبق أن أكدت ظهور العذراء فوق كنيسة الزيتون في أواخر الستينات، حيث كان أول إعلان رسمي للكنيسة القبطية عندما زعمت أن العذراء تجلت من أعلى كنيستها في الزيتون يوم 24 برمهات 1684 الموافق 12 ابريل 1968 وهو ما وصفه مراقبون بأنه كان طوق النجاة لعبد الناصر ليتخلص من ثورة الشعب "المكتومة" للإيحاء بأن السماء تؤيده، ومنذ ذلك الوقت تحتفل الكنيسة سنويا بهذا الحدث المزعوم في شهر أبريل بكنيسة العذراء بالزيتون.
وينفي البياضي بشكل قاطع احتمالية ذلك، موضحا أن العذراء لم ولن تظهر "ولا مرة واحدة" منذ عهد السيد المسيح -عليه السلام- واصفا إدعاءات الكنيسة الأرثوذكسية بأنها "دعاية جوفاء ومفضوحة لمعتقداتها في مقابل المعتقدات التي لا تعلن عن نفسها لقوتها، مشيرًا إلى الاستخدام السياسي لتلك "الخرافات" منذ بداية القول إن العذراء ظهرت فوق كنيسة الزيتون عام 1968 وذلك في بيان رسمي صادر عن البابا كيرلس آنذاك لينهي المصريون هزيمة 1967.
وشاطره الرأي الدكتور إكرام لمعي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية تحاول إثبات صحة معتقداتها بترويج تلك الخرافات، بدليل أن الحديث عن ظهور العذراء لا يوجد إلا عند الأقباط الأرثوذكس في مصر فقط، واختيار العذراء بالذات يرجع إلى إجلال المسلمين والمسيحيين لها عللا السواء، وإلا لكان من الأولى ظهور المسيح وليس العذراء، فالظهور سياسي في الأساس.
بدوره، قال الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكاثوليك تعليقًا على ما أشيع حول ظهور العذراء "أنا لم أشاهد شيئًا بعيني، ولا أستطيع الجزم بظهورها في ظل الفوضى المثارة بشأنها الآن".
وكانت (المصريون) تحدثت إلى عدد من سكان المنطقة التي تتواجد فيها الكنيسة، حيث نفوا بشكل قاطع صحة الرواية، وأرجعوا الأمر إلى استخدام تكنولوجيا الألعاب النارية من داخل الكنيسة ذاتها.
خالد سعيد تاجر من سكان المنطقة قال إنه لم ير إلا أنوارًا متقطعة من مصدر غير معلوم، وبعض الشباب الأقباط يهتفون " بص شوف العذراء بتعمل إيه" وكأننا في مباراة كورة!!"، مؤكدا أن عملية التدافع الشديد لمشاهدة العذراء كما يُدعى تشهد تحرشات من جانب الشباب بالفتيات استغلالا لعملية الزحام.
حتى بين المسيحيين هناك من يرفض الجزم برؤية العذراء، حيث يقول جورج إنه لم يرى شيئا إلا أنه سمع عن ظهور العذراء عام 1968 في كنيسة العذراء بالزيتون، وقال: لم نر غير ثلاثة حمامات من النوع الزاجل تطوف في المنطقة مما جعل الناس تهتف "بص شوف العذراء بتعمل إيه". أ هـ من تحقيقات متنوعة لجريدة المصريون في اعداد مختلفة .
وبعد هذا الزخم من الأقوال التي سردناها وفي حادثة هي الأعجب كشف بعض الشباب عن حيلة كشاف الليزر من خلال عرض اللقطات بالطريقة البطيئة وفضح هذه الحيلة ورابط هذه الفضيحة موجود على الشبكة العنكبوتية .
وتتبقى لنا كلمة:
أن الإسلام في انتشار رغم أنف المبطلين, وإن ما يرعب الكنيسة اليوم هو أن الإحصائيات الأمريكية التي لا تجامل أثبتت أن نصارى مصر في سبيلهم إلى الانقراض، قال تعالى:
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [سورة الصف: 8-9].
قال الإمام ابن كثير:
"قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوله بِالْهُدَى وَدِين الْحَقّ} فَالْهُدَى هُوَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْإِخْبَارَات الصَّادِقَة وَالْإِيمَان الصَّحِيح وَالْعِلْم النَّافِع، وَدِين الْحَقّ هُوَ الْأَعْمَال الصَّالِحَة الصَّحِيحَة النَّافِعَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّين كُلّه} أَيْ عَلَى سَائِر الْأَدْيَان.
كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّه زَوَى لِي الْأَرْض مَشَارِقهَا وَمَغَارِبهَا وَسَيَبْلُغُ مُلْك أُمَّتِي مَا زَوَى لِي مِنْهَا». وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْقُوب سَمِعْت شَقِيق بْن حَيَّان يُحَدِّث عَنْ مَسْعُود بْن قَبِيصَة أَوْ قَبِيصَة بْن مَسْعُود يَقُول: صَلَّى هَذَا الْحَيّ مِنْ مُحَارِب الصُّبْح فَلَمَّا صَلَّوْا قَالَ شَابّ مِنْهُمْ: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى لِلَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُول «إِنَّهُ سَتُفْتَحُ لَكُمْ مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا وَإِنَّ عُمَّالهَا فِي النَّار إِلَّا مَنْ اِتَّقَى اللَّه وَأَدَّى الْأَمَانَة». وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَة حَدَّثَنَا صَفْوَان حَدَّثَنَا سُلَيْم بْن عَامِر عَنْ تَمِيم الدَّارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «لَيَبْلُغَن هَذَا الْأَمْر مَا بَلَغَ اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا يَتْرُك اللَّه بَيْت مَدَر وَلَا وَبَر إِلَّا أَدْخَلَهُ هَذَا الدِّين بِعِزّ عَزِيزٍ أوْ بِذُلّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّه بِهِ الْإِسْلَام وَذُلًّا يُذِلّ اللَّه بِهِ الْكُفْر»، فَكَانَ تَمِيم الدَّارِيّ يَقُول: قَدْ عَرَفْت ذَلِكَ فِي أَهْل بَيْتِي لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْر وَالشَّرَف وَالْعِزّ وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ كَافِرًا مِنْهُمْ الذُّلّ وَالصَّغَار وَالْجِزْيَة. وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد: حَدَّثَنَا يَزِيد بْن عَبْد رَبّه حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنِي اِبْن جَابِر سَمِعْت سُلَيْم بْن عَامِر قَالَ: سَمِعْت الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد يَقُول: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «لَا يَبْقَى عَلَى وَجْه الْأَرْض بَيْت مَدَر وَلَا وَبَر إِلَّا دَخَلَتْهُ كَلِمَة الْإِسْلَام بِعِزّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلّ ذَلِيلٍ إِمَّا يُعِزّهُمْ اللَّه فَيَجْعَلهُمْ مِنْ أَهْلهَا وَإِمَّا يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا» وَفِي الْمُسْنَد أَيْضًا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ عَنْ اِبْن عَوْن عَنْ اِبْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي حُذَيْفَة عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم سَمِعَهُ يَقُول: دَخَلْت عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «يَا عَدِيّ أَسْلِمْ تَسْلَمْ»، فَقُلْت: "إِنِّي مِنْ أَهْل دِين"، قَالَ «أَنَا أَعْلَم بِدِينِك مِنْك»، فَقُلْت: "أَنْتَ أَعْلَم بِدِينِي مِنِّي؟!"، قَالَ: «نَعَمْ أَلَسْت مِنْ الرَّكُوسِيَّة وَأَنْتَ تَأْكُل مِرْبَاعَ قَوْمِك؟»، قُلْت: "بَلَى!!"، قَالَ «فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلّ لَك فِي دِينِك»، قَالَ فَلَمْ يَعْدُ أَنْ قَالَهَا فَتَوَاضَعْت لَهَا قَالَ: «أَمَا إِنِّي أَعْلَم مَا الَّذِي يَمْنَعك مِنْ الْإِسْلَام تَقُول إِنَّمَا اِتَّبَعَهُ ضَعَفَة النَّاس وَمَنْ لَا قُوَّة لَهُ وَقَدْ رَمَتْهُمْ الْعَرَب أَتَعْرِف الْحِيرَة؟»، قُلْت: "لَمْ أَرَهَا وَقَدْ سَمِعْت بِهَا"، قَالَ «فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّن اللَّه هَذَا الْأَمْر حَتَّى تَخْرُج الظَّعِينَة مِنْ الْحِيرَة حَتَّى تَطُوف بِالْبَيْتِ مِنْ غَيْر جِوَار أَحَد وَلَتُفْتَحَن كُنُوز كِسْرَى بْن هُرْمُز»، قُلْت: "كِسْرَى بْن هُرْمُز؟!!"، قَالَ «نَعَمْ كِسْرَى بْن هُرْمُز وَلَيُبْذَلَن الْمَال حَتَّى لَا يَقْبَلهُ أَحَد»، قَالَ عَدِيّ: فَهَذِهِ الظَّعِينَة تَخْرُج مِنْ الْحِيرَة فَتَطُوف بِالْبَيْتِ مِنْ غَيْر جِوَار أَحَد وَلَقَدْ كُنْت فِيمَنْ فَتَحَ كُنُوز كِسْرَى بْن هُرْمُز وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكُونَن الثَّالِثَة لِأَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَهَا". أ هـ
فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.