مهيوب الكمالي، وكالات
تواصل القوات السعودية قصفها وتطويقها لمتسللين حوثيين دخلوا أراضيها، مشددة الحصار عليهم حيث شنت عمليات عسكرية شاملة برا وجوا ضدهم داخل حدود المملكة الجنوبية لأول مرة منذ بدء العمليات منذ نحو ثلاثة أسابيع، في حين زعم بيان لقائد جماعة التمرد الحوثية أن الطيران السعودي قام الجمعة بقصف (منطقة فوط - مديرية ساقين) وسقط ضحايا في صفوف السكان.
وقال البيان في (مدينة ضحيان - مديرية مجز) قصف الطيران اليمني المدينة ودمر منزلاً تدميراً كلياً، وقصف أيضا (منطقة العند) واستمر القصف السعودي على الأراضي اليمنية في (مديرية الملاحيط ومديرية شدا ومديرية ساقين ومديرية حيدان). وفي بقية الجبهات طالها صباح العيد قصف مدفعي وصاروخي متقطع.
وأضاف البيان أن (موقع القفل) السعودي قام بإطلاق (
قذائف دبابة باتجاه (منطقة آل عمار) وشنت القوات السعودية غارة جوية واحدة على (الجبل الأحمر). واستمر القصف الصاروخي والغارات الجوية السعودية طوال ليلة العيد على (مديرية الملاحيط ومنطقة الحصامة وجبل دخان وجبل المدود).وفي الساعة (9:00) مساء ليلة العيد قامت طائرات الميج اليمنية بغارة جوية على (منطقة المقاش) القريبة من مدينة صعده عاصمة المحافظة التي تشهد مواجهات حربية منذ اغسطس الماضي. وبحسب بيان الحوثي الصادر امس قام (معسكر كهلان) بقصف صاروخي ومدفعيي متقطع على (مناطق المقاش وبني معاذ والطلح والمناطق المحاذية لمدينة صعدة). يشار إلى أن السلطات السعودية أخلت خلال الفترة الماضية جميع القرى الواقعة على الحدود السعودية اليمنية، واشترطت الرياض عودة الحوثيين إلى داخل الأراضي اليمنية بعمق نحو عشرة كيلومترات كي توقف إطلاق النار.
من جهة اخرى أفادت المعلومات الواردة من مناطق القتال على الحدود اليمنية السعودية أن الآلاف من الأسر اليمنية نزحوا خلال الأيام الأخيرة مع تضييق الخناق على الجماعات المتمردة من قبل القوات اليمنية والسعودية. وقالت التقارير الميدانية إن النازحين يعيشون وضعا صعبا للغاية، خصوصا مع حلول عيد الأضحى الذي يرتبط فيه أبناء اليمن بطقوس مختلفة منها صلة الرحم التي غدت مقطوعة حتى بين المخيمات وتفتقد اليها الأسر في ظل تعطيل الاتصالات على مختلف الشبكات العاملة في اليمن. وتحدثت التقارير الميدانية عن مآسي حقيقية يعيشها النازحون رغم ان اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني وفرت يوميا الى مناطق “باقم” و”المهاذر” و”الازقول” نحو424 ألف لتر من المياه. وفي محافظة “عمران” يستهلك أكثر من3 آلاف و800 نازح و4 آلاف و200 مقيم نحو 51 ألف لتر من المياه يوميا توفرها اللجنة الدولية فيما تعمل اللجنة الدولية حاليا على رفع كفاءة تشغيل إحدى نقاط المياه التي يستفيد منها النازحون والمقيمون في منطقة “الحمراء” في محافظة “عمران”.
من جانب آخر، ثمن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عاليا مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي أكدت دعمها ووقوفها إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته انطلاقا من إدراكها بأن ذلك يمثل عنصرا هاما وأساسيا لخدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. واكد أن الشعب اليمني قد أثبت في كل مراحل نضاله وفي كل محنة يتعرض لها اليمن انه قادر على مواجهة التحديات والتغلب عليها.
وقال صالح في خطاب الليلة قبل بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والذكرى الثانية والأربعين للاستقلال انه سيوجه خلال الفترة القليلة المقبلة الدعوة إلى حوار وطني جاد ومسؤول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني لمعالجة كافة القضايا الوطنية. وأوضح أن الحوار سيتناول كافة القضايا التي تهم الوطن وبما يحقق اصطفافا وطنيا واسعا إزائها وفي مقدمتها التحديات الرئيسية التي تواجه الوطن في الوقت الراهن ومنها أحداث التمرد بمحافظة صعدة والأعمال الخارجة على القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية والخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة بالإضافة إلى