ما مجالات حسن الخلُــق ؟؟
حسن الخلق يكون مع الله كما يكون مع الناس ، فأما حسن الخلق مع الله فيكون بالرضا بحكمه شرعا وقدرا ، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر ، فإذا قدر الله على المسلم شيئا يكرهه رضي بذلك واستسلم كما قال تعالى ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) قال علقمة رحمه الله : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
كما أن من حسن الخُلق مع الله طاعة أوامره واجتناب نواهيه، واللهَج بحمده والثناء عليه وشكره على نعمه الظاهرة والباطنة .
وأما حسن الخُلق مع الخَلق فيكون بما تقدم من تعريف حسن الخلق .
ولذلك فقد جمع الله عز وجل حسن الخلق في آية هي جماع الأخلاق في سورة الأعراف قال تعالى : ( خذ العفو وأمُر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) . يقول الإمام ابن قتيبة : جمع الله في هذه الآية كل خلق عظيم ؛ لأن في العفو : صلة القاطعين ، والصفح عن الظالمين ، وإعطاء المانعين .
وفي الأمر بالعرف : تقوى الله وصلة الأرحام وصون اللسان .
وفي الإعراض عن الجاهلين : الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مماراة السفيه .