ما ثمار حسن الخلــق ؟
لحسن الخلق ثمار كثيرة منها ما هو في الدنيا ، ومنها ما يكون في الآخرة ، ولا شك أن ما يكون في الآخرة أعظم وأجل ، فمن ثمار حسن الخلق في الدنيا :
1) أن يكثر أحباب الإنسان ويقل أعداؤه .
2) صاحب الخلق الحسن تسهل له الأمور الصعاب وتلين له القلوب فيعود ذامّه حامدا ، وعدوه صديقا كما قال تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) سورة فصّلت.
3) راحة النفس واطمئنان القلب حيث يعلم أنه لم يؤذ أحداً ولم يكدّر صفو أحد .
وأما ثمار الخلق الحسن في الآخرة فهي كثيرة منها :
1) أنه سبب في دخول الجنة - لا حرمنا الله منها - فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) . رواه الترمذي .
2) أن سبب في حب النبي صلى الله عليه وسلم والقرب منه قال عليه الصلاة والسلام : (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلس يوم القيامة أحاسنكم خلقا ) رواه الترمذي .
3) حسن الخلق أثقل ما يُوضع في الميزان قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق ) رواه الترمذي .
4) أن حسن الخلق علامة كمال الإيمان قال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا ) . رواه الترمذي .
5) كذلك فصاحب الخلق الحسن قد يلحق غيره من أصحاب الصيام والقيام في الدرجة يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبو داود .
وسائل عملية لتحسين الأخلاق .
أخي الكريم بعدما تقدم نذكر بعض الوسائل العملية في تحسين الأخلاق ونعني بها الأمور التي إن فعلها الإنسان تحسنت أخلاقه ، فمن كانت هذه الصفات فيه فليحمد الله وليحافظ عليها ، ومن كان يفتقد شيئا منها فليحاول شيئا فشيئا كما مرّ بك – أخي الكريم – أن الصفات الحميدة يمكن اكتسابها بالممارسة التعوّد ، ولا شك أن هذا الأمر ليس بالأمر السهل بل لا بد فيه من المجاهدة كما قال ابن القيم رحمه الله :
إن أصعب ما على الطبيعة الإنسانية تغيير الأخلاق التي طُبعت النفوس عليها .. ثم قال رحمه الله : فإذا جاء سلطان تلك الأخلاق وبرز كسر جيوش الرياضة وشتتها ، واستولى على مملكة الطبع . ويعني بقوله ( سلطان الأخلاق ) الدين والإسلام حيث قال في موضع آخر : وأما صحة الإسلام فهو جماع ذلك والمصحح لكل خلق حسن ، فإنه بحسب قوة إيمانه وتصديقه بالجزاء وحسن موعود الله وثوابه يسهل عليه تحمل ذلك ، ويلذ له الاتصاف به .
في الواقع أسأل الله تعالى أن يُحسّن أخلاقنا كما حسّن خُلقنا وأن يعيينا على أنفسنا، وأن يتولانا برحمته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين