منتديات المزيني الباشا الحربي
منتديات المزيني الباشا الحربي
منتديات المزيني الباشا الحربي
منتديات المزيني الباشا الحربي
منتديات المزيني الباشا الحربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المزيني الباشا الحربي

منتديات المزيني الباشا الحربي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات المزيني الباشا الحربي مرحبا مليون بزوارنا الكرام سجل عضويتك اختار المنتدا التي ترغب الاشراف علية
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الباشا الحربي
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
ميدو
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
دلع نجد
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
مروض القاوارير
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
مشعل المزيني
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
فـــهوووودي
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
مروض القوارير
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
ابوسلطااان
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
دنيا الصبر
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
مخضور المزيني
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcapأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_barأصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» الشيخ علي بن جيلان المزيني رقم ا
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 30, 2012 3:29 pm من طرف الباشا الحربي

» تعرف على أجزاء الكمبيوتر
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 16, 2012 11:31 pm من طرف الباشا الحربي

» الفصل السادسصفة العمرة
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 2:53 pm من طرف الباشا الحربي

» في محظورات الإحرام
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 2:51 pm من طرف الباشا الحربي

» فيما يجب به الهدي من الأنساك , وما صفة الهدي
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 2:48 pm من طرف الباشا الحربي

» الفصل الثالثفي المواقيت وأنواع الأ
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 2:46 pm من طرف الباشا الحربي

» الفصل الثاني شروط الحج
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 2:44 pm من طرف الباشا الحربي

» في السفر وشيء من آدابه وأحكامه
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 2:42 pm من طرف الباشا الحربي

» بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق وما ورد في ذلك من آيات وأحاديث وآثار
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 11:14 am من طرف الباشا الحربي

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
سحابة الكلمات الدلالية
الاكتئاب القبيلة الدخول المنتدى عقاري المنتدا اضافة مشكة رابط منتدا
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات المزيني على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات المزيني الباشا الحربي على موقع حفض الصفحات
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 219 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 25, 2024 7:03 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 45 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو البرقاوي فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2732 مساهمة في هذا المنتدى في 2660 موضوع
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت

 

 أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الباشا الحربي
Admin
الباشا الحربي


عدد المساهمات : 2312
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 07/11/2009
العمر : 47
الموقع : المملكة العربية السعودية جدة

أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم   أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد يناير 17, 2010 9:36 am

أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

الأصل الأول : المصدر المقنع .

الأصل الثاني : الهدف من الإقناع .

الأصل الثالث : الرسالة المقنعة .

الأصل الرابع : الوسيلة المناسبة .

الأصل الخامس : مراعاة أحوال المخاطبين .

توطئة الفصل الثالث

في هذا الفصل سنقف على الجانب الثالث من الجوانب الإعلامية في خطب النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو أصول الإقناع في خطب النبي صلى الله عليه وسلم التي جعلتها أكثر فاعلية في تبليغ رسالة الإسلام حتى قال الحق جل وعلا : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .

وفي مقدمة هذه الأصول المصدر المقنع ، فللقائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي أهمية بالغة في نجاح العملية الإعلامية ، وبقدر ما يكون صادقا وأمينا وثقة عند الناس بقدر ما تجد رسالته قبولا عند الناس ، هذا بالإضافة إلى الرسالة المقنعة المحددة الهدف ، والغاية والوسيلة المناسبة ، والصياغة البليغة للرسالة الاتصالية ، ومراعاة أحوال المخاطبين والمداخل النفسية المناسبة ، كل هذه الأصول تعمل على نجاح القائم بالاتصال في الإقناع برسالته ، والتزامه بهذه الأصول الإقناعية في اتصاله بالناس يؤدي بتوفيق من الله تعالى إلى نجاح الرسالة الإعلامية وظهورها .

الأصل الأول : المصدر المقنع

للقائم بالاتصال أهمية بالغة في الإعلام الإسلامي ، وهو المصدر الذي يعمل على إنتاج رسالة إعلامية محملة بالمعاني والأفكار ، ويوجهها عبر وسيلة أو شكل من أشكال الاتصال التي تطورت من الاتصال المواجهي إلى الاتصال الفضائي عبر القنوات الفضائية إلى الجمهور المتلقي بغية تحقيق أهداف محددة مرحلية أو استراتيجية .

وقد يكون القائم بالاتصال شخصية حقيقية بدءا من المراسل الصحفي أو الإخباري ، ومرورا برئيس تحرير الصحيفة ومنسق البرامج في الإذاعة والتلفاز ,وانتهاء بمدير وكالة الأنباء , كما قد يكون ذا شخصية اعتبارية كالمؤسسات الإعلامية الصحفية والإذاعية والتي أصبحت في القرن العشرين مؤسسات صناعية ضخمة ، ونظرا لأهمية القائم بالاتصال في العملية الإعلامية ظهر ما يعرف بنظرية حارس البوابة الإعلامية التي ميزت دور وفاعلية القائم بالاتصال في العملية الإعلامية ، وقد كشف التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية المصدر ودوره الفعال والمؤثر في عملية الاتصال خاصة إذا التزم بالشروط التالية ثم استخلاصها من الجوانب الإعلامية لخطب النبي صلى الله عليه وسلم وهي :

أولا : القدرة على بث الثقة في الجمهور المتلقي :
وقد ظهر دلالة هذا في جميع خطب الرسول صلى الله عليه وسلم موضع الدراسة ، وتحقق للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعدة اعتبارات ومؤهلات في مقدمتها الصدق ، فقد كان في مجتمعه معروفا بالصدق والأمانة حتى قالوا في خطبة الصفا : ( ما جربنا عليك كذبا ) ، وكان صلى الله عليه وسلم يتحلى بسجايا الحق ويقصده على علم ومعرفة بما يدعو إليه , وبما في مجتمعه من قيم وأفكار وتصورات فاسدة ، وما له من عادات وأعراف حسنة , وما عندهم من أخلاق فاضلة أو سيئة ، وهذه هي الدراية بما يدعو إليه وما عند الجمهور ,كما أن إدراك القائم بالاتصال وهو الرسول صلى الله عليه وسلم لاتجاه النفس عند المستقبل نحوه فهو عندهم الصادق الأمين ، لذا اهتبل هذه المناسبة والتوافق للإقناع برسالة ربه ليس ذلك فقط بل وما كان له عندهم من مكانة اجتماعية , فقادة الرأي لهم أهمية في فاعلية الإقناع بالأفكار في العملية الاتصالية ولذلك ظهر ما يعرف بالاتصال على مرحلتين في الدراسات الإعلامية .

كما أن من مؤهلات كسب ثقة المتلقي التألق في اتفاق مهارات الاتصال ، وهي خمس مهارات أساسية اثنتان منها متعلقتان بصياغة الرسالة الإعلامية وهما الكتابة والحديث ، واثنتان متعلقتان بفك رموز الرسالة وهما القراءة والاستماع , والخامسة القدرة على التفكير المنظم وقد أتقن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو النموذج الأول لرجل البلاغ في الإعلام الإسلامي مهارات الاتصال , فقد كان من أفصح الناس حديثا وأعذبهم مقالة ، من أحسن الناس وأرفقهم وأرحمهم بالناس ، يستمع إلى الصغير والكبير ، قال الله تعالى : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ .

ومن مؤهلات كسب ثقة الجمهور المتلقي أن يظهر المصدر حرصه الشديد على مصلحة المتلقي ورعايته لاهتماماته ، وقد ظهر ذلك في الأسلوب الحواري المفتوح في خطبة الصفا وجاء أيضا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ومكاشفته بالحقائق أقرب الناس إليه يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا وشارك الناس همومهم يوم فتح مكة فقد عظم في نفوسهم اقتحام الحرم المكي عنوة فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله حبس عن مكة الفيل ، وسلط عليها رسوله والمؤمنين ، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي ، وإنها أحلت لي ساعة من نهار ، وإنها لن تحل لأحد بعدي .

هذه حقيقة قيلت في سياق الاهتمام بهموم ومشكلات الجمهور المتلقي ، وذلك كمدخل للإقناع بحقائق الإسلام العظيم ومسلماته من خلال البلاغ النبوي المبين .

ومن الجدير بالذكر أن هذه المؤهلات لكسب ثقة الإنسان المتلقي التي أكدها التحليل الإعلامي لخطب النبي صلى الله عليه وسلم تؤكدها الدراسات الإعلامية التي تعنى بفاعلية الإقناع في الاتصال .

ثانيا : سلامة المنهج وسداده :
والمنهج في اللغة : من نهج الطريق نهجا ونهوجا أي وضح واستبان .

وفي التنزيل العزيز لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشرعة ما ورد به القرآن ، المنهاج ما ورد به السنة .

والمِنهاج : الطريق الواضح والخطة المرسومة ومنه مناهج التعليم ونحوها .

والمنهج في الاصطلاح : هو الطريقة التي يتعين على الباحث أن يلتزم بها في بحثه حيث يتغير باتباع مجموعة من القواعد العامة التي تهيمن على سير البحث ، ويسترشد بها الباحث في سبيل الوصول إلى الحلول الملائمة لمشكلات البحث .

ويعرفه الدكتور محمد الصباغ : بأنه فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار ، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين ، أو من أجل البرهنة عليها حين نكون بها عارفين .

ومنهج البحث الإسلامي هو : طريقة الإسلام في بحث الظواهر والمشكلات .

والتعرف على الأساليب التي أدت إليها وتحليلها بدقة ، ووضع الحل أو الحلول لها .

وهذه التعريفات تحدد الأطراف التي تحكم البحوث العلمية بشكل عام كما جاء عند الدكتور عبد الفتاح خضر ، وفي مجال البحوث الإسلامية كما جاء في تعريف الدكتور علي عبد الواحد أخيرا .

ولكن المنهج الإعلامي الذي تعد سلامته من مؤهلات الثقة بالقائم بالاتصال هو : مجموعة الأصول والقواعد العامة التي تحكم العملية الإعلامية في أبعادها المختلفة ، وتحكم عليها في إطار المسلمات الشرعية وغيرها مما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية بغية الوصول إلى أحكام البلاغ والإقناع بأهداف الإعلام الإسلامي أداء للأمانة ووفاء بالواجب .

والسير في ركاب هذا المفهوم للمنهج الإعلامي الإسلامي يحقق للقائم بالاتصال ثقة المتلقي به وقناعته برسالته الإعلامية عندما يشعر المتلقي أن القائم بالاتصال يخاطبه من خلال مسلماته الفكرية والعقدية ، ومن خلال فلسفته الشاملة وإطاره العام ، ومن خلال نظرته للكون والحياة والإنسان والفكر ، وقد ظهر هذا الالتزام بالمنهج في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم من مبدأ البشارة والنذارة في خطبة الصفا إلى إعلان سقوط النظام الجاهلي في فتح مكة وحجة الوداع ودفنه إلى الأبد , وعندما محصت غزوة تبوك الصف الإسلامي وكشف تفاوت المستويات الإيمانية وظهرت حركة النفاق عمد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تقوية الجبهة الداخلية والتذكير بالمسلمات الأساسية للأمة الإسلامية في خطبة تبوك ؛ لأن هذه الغزوة تمثل الاتصال الحضاري وهو يعني لقاء أمة بأمة ، وحضارة بحضارة ، ومنهج فكري بمنهج فكري ، فلا يصح أن يكون هذا الاتصال والمناهج مضطربة والصفوف مختلفة ؛ لأن هذا اللقاء يمثل معركة فكرية حضارية والنصر فيها لمنهج الحق وأهله شريطة أن يحسنوا حمله كما حمله الرسول صلى الله عليه وسلم في حركته الدعوية ، ويحسنوا فهم المسلمات الأساسية للمنهج وينطلقوا منها في تفاعلهم واتصالهم بالناس ، قال الله تعالى : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .

إن الظهور الإعلامي الذي هو جزء من الظهور المطلق سيكون للمنهج الذي يتمثل في الدينونة لله الواحد الأحد ، ولقد تحقق ذلك - كما تبين في الفصل الأول - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحقق لخلفائه من بعده ، وللدولة الإسلامية في عهودها الزاهرة ، وسيعود لمنهج الإعلام الإسلامي الظهور ، ولفكره الظهور على كل فكر ، ولدينه الظهور على كل دين ، عندما يلتزم الإعلام الإسلامي بالهدي النبوي ، وينطلق في الحركة الاتصالية من خلال مسلمات الأمة الإسلامية وإطارها العام والاتصال بالجماهير بالبيئة الفكرية والاجتماعية والثقافية للعملية الاتصالية ولقد تبين من خلال تحليل الجوانب الإعلامية لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم مراعاته لخصائص كل شكل من أشكال الاتصال ، فالطرح الإسلامي في خطبة أول جمعة للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يختلف عن الطرح الإعلامي في الاتصال شبه الجماهيري في خطبته في حجة الوداع ، والدراسات الإعلامية تؤكد على أهمية مراعاة خصائص كل وسيلة إعلامية وتحقيق أكبر قدر ممكن من الإقناع وذلك لأن المقدرة الإقناعية تختلف باختلاف الوسيلة .

وخلاصة القول أن سلامة المنهج لا تقف عند حد إحكام الاتصال في إطار المسلمات العقدية والفكرية للأمة ، ومراعاة البيئة العملية الاتصالية ، وأشكال الاتصال وما يناسب كل شكل بل كل وسيلة من وسائل الإعلام ، وإنما يضاف إلى ذلك كله الاستخدام الأمثل لأساليب الإقناع ، وقد أظهر التحليل الإعلامي لخطب المصطفى صلى الله عليه وسلم الاستخدام المتألق لجملة أساليب لعل من أهمها :

1 - براعة الاستهلال والبداية المثيرة للانتباه :
إن من أهم أساليب الإقناع المدخل الاتصالي المناسب الذي يعمل على جذب الانتباه وإثارته ، فهو مدخل إلى نفوس الناس ومفتاح لعقولهم وأفكارهم ، ولكن كيف يثير القائم بالاتصال الانتباه ؟! هذا السؤال هو موضع إجماع بين المهتمين والباحثين في حقل الإعلام .

إن المتتبع للبدايات المثيرة للانتباه في خطب النبي صلى الله عليه وسلم بدءا بخطبة الصفا حيث صعد الصفا ثم قال : " واصباحاه !!! " ، وفي خطبة أول جمعة البدء بالحمد والثناء على الله بما هو أهله في أول خطاب يوجه لجماعة المسلمين التي قامت في المدينة أمة من دون الناس ، ويوم فتح مكة بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم خطبته بقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله حبس عن مكة الفيل ، وسلط عليها رسوله والمؤمنين ، إنها لم تحل لأحد كان قبلي , وإنها أحلت لي ساعة من نهار ، وإنها لن تحل لأحد بعدي . . . ، وفي خطبة حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم : أتدرون أي يوم هذا ؟ وأي شهر هذا ؟ وأي بلد هذا ؟ ، قالوا : هذا بلد حرام وشهر حرام ويوم حرام . . . .

وهكذا يتبين بجلاء أن براعة الاستهلال والمدخل الاتصالي المناسب لا يخرج عن أمرين :

أحدهما : مدخل الجاذبية والجمال :
وذلك لأن الإحساس بالجمال أمر مغروز في فطرة الإنسان ، وتحريك هذا الإحساس إنما يكون ببلاغة القول وحسن البيان الذي تقدم فيه الحقائق للناس في وعاء جميل وشكل جذاب ، والإعلام الإسلامي يستمد عمق هذا المدخل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسير في ظل الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم ، إذا العقل والفطرة الإنسانية لا يبلغان مبلغه في ضلعي البيان والمنطلق ما دام في لسان الدهر حرف من العربية وقد جاءت جميع فواتح السور القرآنية على أحسن وجه وأبلغه وأكمله كالثناء على الله تعالى ، وحروف الهجاء مثل : الم ، المص ، المر , كهيعص ، طه ، طس ، ق ، ن ، ) ص . . . إلخ .

والنداء والجملة الخبرية والقسم والشرط والأمر والاستفهام والدعاء والتعليل وهي جميعها فيها من الإعجاز ما يثير الانتباه ويحفز على الترقب لما بعدها وما يحرك الإحساس الجمالي ، وتدفع العقل إلى التفكير والتأمل .

وثانيهما : مدخل الهم والمشكلة :
لأن مشاركة الناس همومهم والتعاطف معهم مدخل للإقناع بالأفكار خاصة إذا كان المتلقي يشعر حقيقة بذلك ، ويظهر هذا في بداية خطبة الفتح كما بينت سابقا ، ومن الجدير بالذكر أن الدراسات الإعلامية تؤكد على أهمية إشباع حاجات الجمهور المتلقي ؛ ولذا ظهرت نظرية تلبية الحاجات ، وقامت عليها بحوث ودراسات لمعرفة مدى إسهام وسائل الإعلام في إشباع حاجات الجمهور المتلقي .

ويقول الركابي : الإعلام الروسي والصيني يشتق من المجاعات ، والتفاوت الطبقي ، والبؤس العام مادة يدندن حولها ، والإعلام الأمريكي جعل فكرة الركض نحو السعادة المادية بمفهومها المالي والجنسي والترفيهي مساهمة لنشاطه ، والإعلام التجاري استمد فلسفته من رغبة الناس في الاستهلاك وتلبية حاجات غرائزهم ، ولا ينجح الإعلام الإسلامي إلا إذا جعل هذه الغرائز والحاجات والهموم إحدى مداخله إلى الناس وهكذا فإن ما انتهت إليه الدراسات الإعلامية قد سبق إليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال بالناس , والذي كشف عنه الدراسة التحليلية للجوانب الإعلامية لخطبه صلى الله عليه وسلم الذي كان تبيانا للقرآن العظيم الذي وصل مشكلة دع اليتيم وعدم الحض على طعام المسكين بالتكذيب بيوم الدين ، قال الله تعالى : أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وربط قضية الغبن في الأسواق التجارية وتطفيف الكيل وحركة السوق والمظالم التي تكتنفها بقضية القضايا في حياة الأمة الإسلامية وهي قضية الإيمان بالله تعالى قال عز من قائل : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ .

فلو كان عندهم مجرد ظن فقط لما صدر مثل ذلك .

الصدع بالحقيقة في إبانها :
لقد كانت مكاشفة مجتمع قريش بالبشارة والنذارة في خطبة الصفا وإعلان دفن النظام العربي الجاهلي في فتح مكة وخطبة حجة الوداع وإعلان الحرب على النظام العالمي الجاهلي في غزوة تبوك وإعلان حقوق الإنسان في حجة الوداع فمراعاة الوضع النفسي لمتلقي الرسالة الإعلامية وظروف الزمان والمكان المواتية مناخ إعلامي مناسب للإقناع بالأفكار , فرجل الإعلام المبدع هو الذي يتحرى الوقت للصدع بالحقيقة وهذا الأسلوب الإعلامي الفعال في عملية الإقناع يجد له سندا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في خطبه على سبيل المثال ، كما يجد في أسباب نزول القرآن الكريم معناه وعمقه ، ففي الوقت المناسب كان القرآن يتنزل منجما فيتصل بالأحداث التي تشكل اللحظة الرهينة فيقرر الحقائق ويعالج المشكلات ويجيب عن التساؤلات ، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة لرجل البلاغ المبين كان خلقه القرآن , فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن .

3 - أسلوب الحواري : إشراك الجمهور في العملية الاتصالية :
إن إشراك الجمهور في العملية الاتصالية لا يعني احترام عقول الناس ولا إشراكهم في مسؤولية القرارات والحلول التي تتخذ للقضايا والمشكلات بناء على هذه المساهمة فقط بل هو أسلوب إعلامي رفيع المستوى ، فهو يجذب الانتباه ويجعل المتلقي يقبل بكليته على سماع الرسالة ، وفيه استثارة للعقل والوجدان لتقرير الحقائق وفق طبيعة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها ؛ ولذا تعد البرامج الحوارية من أنجح البرامج الإعلامية وذلك لأنه كلما كان عدد الأفراد المشاركين في الموقف الاتصالي كبيرا كلما زادت البدائل المطروحة لحل المشكلة أو المسألة المثارة , وبالتالي يرتفع المستوى الإشباعي ويوفر الوقت والطاقة اللازمة للوصول إلى الاتفاق .

ولقد كشف التحليل الإعلامي لخطب النبي صلى الله عليه وسلم أن من أهم دلالات هذه الخطب استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم لأسلوب الحوار والإقناع المشترك في خطبة الصفا ، يقول صلى الله عليه وسلم : أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في خطبة غزوة بدر وفي فتح مكة وفي حجة الوداع ، والجدير بالذكر أن هذا الأسلوب قد جاء في كتاب الله تعالى مشتملا على أنواع الحوار المختلفة ، والذي يهمنا في هذا المقام هو الحوار المفتوح الذي يفجر خفايا الطاقات العقلية والإبداعية ويحقق التوازن والاتفاق والتآلف والانسجام بين أفراد المجتمع ، فالحوار المفتوح تسمى فيه الأشياء بأسمائها ، وتقال الحقيقة كاملة وتورد حجج الفريقين ، لقد تعلم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب من القرآن الكريم وطبقه بفاعلية في حركة البلاغ المبين بالدعوة الإسلامية لبث الحقائق والمعلومات والآراء بين الناس ، وهذا هو جوهر الإعلام .

وإذا تأملنا أسلوب الحوار المفتوح في الاتصال النبوي وجدناه يتحدد بناء على طبيعة الجمهور المتلقي ، فالتساؤل في خطبة الصفا غيره في خطبة حجة الوداع مثلا ، وذلك تبعا لطبيعة الجمهور والغرض من الاتصال .

4 - التكرار :
لقد احتفى الخطاب الإعلامي النبوي بأسلوب التكرير احتفاء عظيما ، وأكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من استخدامه حتى صار سمة من سمات الخطاب الإعلامي النبوي في جميع نماذج خطبه صلى الله عليه وسلم ، وذلك لما للتكرار من أثر في ترسيخ الأفكار والقيم في النفوس ، والرسول صلى الله عليه وسلم باستخدامه لهذا الأسلوب ينطلق في ذلك من هدي القرآن الكريم , فقد جاء القرآن بهذا الأسلوب لما جبلت عليه الفطرة الإنسانية من الانتفاع بما يكرر عليها قول الله تعالى : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ .

يقول صاحب الكشاف عند تفسير قوله تعالى : ( مثاني ) هذا بيان كونه متشابها لأن القصص المكررة لا تكون إلا متشابهة ، والمثاني جمع مثنى بمعنى مردود ومكرر لما ثني من قصصه وأنبائه وأحكامه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده ومواعظه ثم قال : فإن قلت ما فائدة التثنية والتكرير ؟ قلت : النفوس أنفر شيء عن حديث الوعظ والنصيحة , فما لم يكرر عليها عودا على بدء لم يرسخ فيها ولم يعمل عمله ، ومن ثم كانت عادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح ثلاث مرات وسبعا يركزه في قلوبهم ويغرسه في صدورهم ، ولعل هذا هو سبب كثرة الروايات للخطبة الواحدة في خطب الدراسة .

وقد ثبت في دراسات علم النفس الحديث أهمية التكرار في إقناع الناس بالآراء والأفكار المختلفة ، كما أن تكرار المعلومات والحقائق يعمل على تثبيتها في العقول بدرجات متفاوتة تختلف حسب الفروق الفردية ، وتكرار هذه المعلومات يعمل على تركيزها في الأذهان ، وقد استخدم هذا الأسلوب في الإعلان لترويج السلع ، وفي الدعاية السياسية لترويج الشعارات الخاصة بالمذاهب والأحزاب ، وتنفق الأموال الطائلة في هذه الدعاية التي تعتمد أسلوب الاتجاه المرغوب فيه .

ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن أسلوب التكرار في الإعلام الإسلامي وإن تساوى مع أسلوب التكرار والملاحقة الذي ترى الدراسات الإعلامية أنه من أنجح أساليب تغيير الرأي العام إلا أنه يختلف عنه من حيث سمو الهدف ونبل الغاية ، فأسلوب التكرار في الإعلان والدعاية السياسية إنما يكون لترويج مصالح ذاتية أما في الإعلام الإسلامي فهدفه الإعلام بالحق وحمل الناس عليه ليس فقط للإقناع به وإنما لتحويله إلى سلوك وتطبيقات حية في حياتهم .

5 - أسلوب تحويل الانتباه :
وهذا الأسلوب يستخدم تبعا للظرف الاتصالي ، ففي خطبة غزوة بدر حوَّل الرسول صلى الله عليه وسلم انتباه جماعة المسلمين إلى القوة الحقيقية وهي قوة الإيمان لرفع الروح المعنوية للجندي المسلم ، وفي خطبة غزوة تبوك حوَّل الرسول صلى الله عليه وسلم انتباه الجيش من المعركة مع العدو إلى الانتصار على النفس وجهادها لتخليص الرأي العام من الجاذبية المادية وجاذبية الهوى وجاذبية الأعراف السائدة , وتقوية الجبهة الداخلية قبل الاتصال الحضاري بالأمم الأخرى .

6 - أسلوب الإقناع بضرب الأمثال :
وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في خطبه تقريبا لما يجب أن تنفعل به النفوس من المعاني وتجسيدا للمعاني والأفكار في شكل محسوس حتى يزداد المتلقي أنسا بها ، وقد جاء هذا الأسلوب في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها في المدينة ، وهو يستمد هذا الأسلوب من منهج الخطاب في القرآن العظيم ، فمن سنة الله تعالى في القرآن أن يستخدم ضرب الأمثال لبيان الحق وتقريبه إلى الأذهان .

وهكذا يؤكد القرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية هذا الأسلوب في الإقناع .

7 - استثارة الدوافع الإيمانية :
وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في خطبة أول جمعة في المدينة المنورة لتقرير الحقائق بشكل لا يقبل النقاش والجدال ولبناء المجتمع الإسلامي الفاضل المتكافل المتراحم على أساس من الأخوة الإيمانية والقيم الإسلامية .

8 - أسلوب الإقناع والتبليغ :
وقد ظهر هذا الأسلوب بوضوح في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجيش الإسلامي في غزوة تبوك الذي تجمع من الجزيرة العربية لقتال الروم ، وكان بين أربعين (40 ) وسبعين (70 ) ألفا ، ولذا كانت الخطبة نموذجا للاتصال شبه الجماهيري عندما لا ينظر للمتلقي على اعتبار أنه متلق فقط وإنما بمقتضى هذا الاتصال يصبح المتلقي مرسلا لحمل مسؤولية البلاغ المبين ، وتكرر هذا الأسلوب في خطبة حجة الوداع حيث حمل الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الموقف يوم عرفات مسؤولية حمل قيم الإسلام وتعاليمه ومبادئه إلى الناس في كل مكان بل إلى الأجيال عبر الزمان كله .

9 - أسلوب إحكام الاتصال والتزام بث الحقائق والبعد عن الهجاء الجاهلي :
لقد كان مجتمع العرب قبل الإسلام هو مجتمع المفاخرة والمنافرة بالحق أو بالباطل ، وكان الشعر فيه للمدح والهجاء أكثر من الأغراض الأخرى ، وعندما جاء الإسلام علم الرسول صلى الله عليه وسلم فن الاتصال بالناس ، فبينما كانت المفاخرة والمنافرة في صفوف المشركين يوم بدر قد أخذت حيزا كبيرا من اتصالهم بالناس كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الهجاء السياسي وهو يقوم بالإعداد المعنوي لجند الإسلام في بدر ، ويوم فتح مكة دخل الرسول صلى الله عليه وسلم خاشعا لله حامدا شاكرا لنعم ربه عليه ، هذا الأسلوب هو غاية ما يطمح إليه رجال الإعلام والاتصال بالجماهير , يقول الدكتور عبد الرحمن الشبيلي في معرض حديثه عن الإذاعات الدولية : ( عهدنا بهذه الإذاعات منذ الحرب العالمية الثانية وقبيل قيامها وأثناء اشتعالها أنها كانت مرجا للشتائم وبث الكراهية والبغضاء وكان الأمل عند انتهاء الحرب أن تتوقف تلك المظاهر غير الإنسانية ولكنها استمرت واتخذت بين المعسكرات المتنافسة وسميت بالحرب الباردة والحرب النفسية ، وهي على أي حال لا تهدي إلى طريق السلام ، وزاد الطين بلة أن بعض الإذاعات راحت تدعو إلى تخريب الحضارات القائمة على الدين والشرع ، هكذا بدل أن تكون الإذاعات بحكم طبيعتها المناسبة المقربة أداة خير ووئام وسلام وتوجيهية أصبحت أداة حرب وتخريب وشر , نحن في العالم العربي هل سخرنا الإذاعات لنشر كلام الله وشرح تعاليم الدين وعرض صفحات التاريخ الإسلامي ؟ إذا نظرنا إلى مجموع الإذاعات العربية ككل سنجد أن ذلك ليس إلا بمثابة القطرة في البحر ) .

ولذا فإنه جدير برجال الإعلام أن يأخذوا بهذا الأسلوب الفعال في الخطاب الإعلامي النبوي الذي كشفت عنه الدراسة التحليلية لخطب النبي صلى الله عليه وسلم وأكدت أهمية الدراسات الإعلامية المعاصرة وفاء بالواجب وأداء لأمانة البلاغ المبين وتأسيا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

10 - أسلوب التعامل مع النفس البشرية بكل جوانبها :
لقد كان هدف الخطاب النبوي هو الوصول بالدعوة إلى الإيمان بها إيمانا لا يقف عند حد التصديق والإقناع الفكري والوجداني بما يعرض من الأفكار بل يتعدى ذلك إلى الطمأنينة النفسية التي تحمل على العمل بمقتضى هذا الإيمان وأحكام العمل والحكم عليه بمقتضى هذا الإيمان وما جاءت به شريعة الإسلام من قيم ومثل وأحكام وإن خالف ذلك مقتضى الأهواء والشهوات والتقاليد والعادات .

لذلك كان الخطاب الإعلامي في الخطب النبوية يخاطب عقل الإنسان بما له من قوة الإدراك والتمييز بين الخير والشر ، والحق والباطل ، والمصلحة والمفسدة ، ويخاطب الوجدان باعتباره وعاء الإحساس والمشاعر ويخاطب إرادة الإنسان الحرة باعتبار ما تتخذه من قرارات هو النتيجة النهائية للاستجابة التي يبني عليها قبول الخطاب أو رفضه .

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على أن يكون الخطاب مناسبا للناس على تفاوت عقولهم وأفهامهم وجوارحهم وقلوبهم .

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستلهم هذا الأسلوب البليغ الفعال في عملية الإقناع من هدي القرآن الكريم ، إذا أسلوب التعامل مع النفس الإنسانية بكل جوانبها من أساليب القرآن الكريم .

هذه نماذج من أساليب القائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي المرتبطة بسداد المنهج ، غير أن ما ينبغي إدراكه بوضوح هو أن الأسلوب يحدد بناء على ما يقتضيه الظرف الاتصالي وطبيعة الجمهور المستهدف وخصائصه .

ثالثا : المسؤولية الأخلاقية :
إن الأخلاق الفاضلة هي التي تحدد للإنسان سلوكه المستقيم ، وترسم له طريقه إلى غايته ، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة والنموذج الأول للقائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي امتدحه ربه جل وعلا بقوله : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وقال صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق - وفي رواية البزار - مكارم الأخلاق .

وفي خطبة الصفا شهد المجتمع القرشي في مكة بصدق الرسول وأمانته مع شدة مخالفتهم له وحرصهم على معارضته فهو عندهم الصادق الأمين لذا قالوا : ( ما جربنا عليك إلا صدقا ) ، وفي الرواية الثانية : ( ما جربنا عليك كذبا ) .

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم على الخلق الذي أراد له ربه أن يكون عليه ، فكانت أخلاقه هي أخلاق الإسلام يمثلها ، فكان كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : فإن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن وصبغ بهذا الخلق الرفيع صحبه الكرام فكانوا أحسن الناس أخلاقا في اتصالهم بالناس , كما تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم في مواقفه الاتصالية وغيرها .

فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم صادقا ، عدلا في قوله للقريب والبعيد ، للصديق والعدو ، رفيقا رحيما حتى مع الكفار الذين كتبت عليهم الشقاوة ، يدعوهم بأحب الأسماء إليهم في خطبة الصفا ، ويحترمهم مع أنهم أحقر شأنا لأنه بعث رحمة للعالمين ، وهو في هذا ينطلق من هدي القرآن الكريم ، ويطبق أخلاقه ، فهو المصدر الفذ المعصوم الذي يعرف منه حسن الخلق من قبيحه ، والذي يربط الإنسان بمثل أعلى يرنو إليه ويعمل له ، وهو الذي يحد من أنانية الفرد ويكف من طغيان غرائزه وسيطرة عاداته ، ويربي فيه الضمير الحي الذي على أساسه يرتفع صرح الأخلاق التي تقيم العدل فيما يصدر عن القائم بالاتصال من أحكام ، أو تحفظ أمانة الكلمة وتصونها وترعى أخلاقيات العمل الإعلامي ، لا الفلسفة المادية للأخلاق في الحضارة الغربية التي لا يمكن أن توجه الرأي العام ، فأي فلسفة أخلاقية تلك التي ينبغي أن يتبعها القائم بالاتصال ولكل فيلسوف مذهب وكل مذهب له مقاييسه ومعاييره , أيأخذ بفلسفة المنفعة التي نادى بها وليم جمس وغيره ، أم فلسفة اللذة التي نادى بها ( أريستيت ) و ( أبيقور ) ، أم فلسفة القوة التي نادى بها ( نيتشه ) أن فلسفة الواجب التي نادى بها ( كانت ) ؟ .

ثم ما الجزاء الذي يناله المرء على استمساكه بفضائل الأخلاق ؟ أهو جزاء يقنع العقل ويرضي النفس أم هو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ؟ .

لذا أفلست أخلاقيات الإعلام في النظام العالمي المعاصر ، فقد جاء في مبادئ جمعية الصحف الأمريكية ما نصه : ( إن صحفنا تنشر الأخبار بغض النظر عن مصلحتنا الخاصة ، إننا لا نقدم معالجة مواتية للأخبار المتعلقة بالمعلنين عندنا مجاملة لهم ، ولا نجامل أيضا جماعات الاهتمامات الخاصة كما أننا نغطي الأمور المتعلقة بنا وبموظفينا وعائلاتهم بنفس المعايير التي نطبقها على المؤسسات الأخرى وعلى الأفراد الآخرين ، إننا نقوم بتعريف أنفسنا ومؤسساتنا لهؤلاء الذين نحصل منهم على المعلومات لنشرها , ونحن لا ننقل أبدا عمل أي شخص آخر وننتحل شخصيته في عملنا .

ولكن واقع العمل الإعلامي شيء آخر تماما غير هذه المبادئ ؛ وذلك لأن وسائل الإعلام وسائل محايدة لا توجه ، وإنما الذي يوجه هو الإنسان فهو الذي يحملها ما يريد من القيم والأفكار والاتجاهات ، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص في الولايات المتحدة يكذبون ، وأن نسبة الكذب بينهم 91% من الذين سجلتهم الدراسة , والنتيجة أن كل فرد من أفراد الشعب الأمريكي يكذب بنسب متفاوتة ، يكذبون في كل صغيرة وكبيرة وأسباب هذا الكذب تافهة ولا مبرر لها .

وكان من نتائج المؤتمر الذي نظمه مجلس الشؤون العالمية في شمال كاليفورنيا موضوعه وسائل الإعلام والرأي العام : أن وسائل الإعلام تستخدم قوتها الضخمة لخدمة مصالح ملاكها الذين يروجون لوجهات النظر المعارضة أو يقللون من شأنها ، كما أن وسائل الإعلام تهدد الأخلاق العامة بالخطر .

وعلى الرغم من النجاح المهني الذي حققه كل من ( ليرنستاين ) و ( ووداورد ) في كشف فضيحة ( ووترجيت ) فإنهما اتبعا العديد من الخطوات غير الأخلاقية في سبيل تحقيق هذه النتيجة ، ومن هذه الخطوات غير الأخلاقية الكشف عن سرية أحد المصادر الرئيسية المباشرة من أجل التأكد من دقة المعلومات ، والبحث عن معلومات من المحلفين ، وهذا غير جائز قانونا ، واستخدام العديد من أساليب التحايل لتجنب التعرف عليها ، أو الإمساك بهما أي أنهما استخدما أساليب غير أخلاقية .

ثم أين الحيدة في الإعلام الليبرالي الأمريكي الذي زعمها في مبادئه الأخلاقية إذا كانت الحكومة الفيدرالية الأمريكية تسيطر على النشر مساحة نحو 132000 مم ، يعمل تحت سقفه 6200 موظف ، ويتبع له حوالي 100 مطبعة ، وله أيضا 300 منشأة طباعية في وكالات حكومية أخرى وهذا التنوع المدهش للمطبوعات والطاقة التي تعرفها الحكومة ؛ ترويجها وتوجيهها للفكر يمثل نقطتين خطيرتين ، الأولى أن كل صغيرة وكبيرة في حياة المواطن الأمريكي تعتبر الحكومة الفيدرالية طرفا فيها لأنها أصبحت كلية للمعرفة ، والنقطة الثانية أن الحكومة الفيدرالية أصبحت المصدر الرئيسي للمعلومات حول أي موضوع يمكن تخيله , وهذا يعني التحكم في الموقف والسيطرة عليها بما يعرف بالتسلط الديموقراطي .

وبعرض هذه الأخلاقيات الإعلامية على المسؤولية الأخلاقية للقائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي نجد أن المسؤولية الأخلاقية في واقع الإعلام المعاصر مجرد طموحات وآمال ليس لها شواهد في واقع الممارسة العملية ، أما أخلاقيات الإعلام الإسلامي فإنه يؤكدها الخطاب الإعلامي في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتطبيق هذه الأخلاقيات في عهد الخلافة الراشدة والعهود الإسلامية بعد ذلك .

رابعا : أن يكون القائم بالاتصال عاملا بما يدعو إليه :
لا يكفي للمصدر المقنع أن يكون صادقا وأمينا في قوله وبيانه ، قادرا على كسب ثقة الجمهور المتلقي ، سديد المنهج بارعا في استخدام الأساليب الفنية للإقناع بالرسالة الإعلامية في إطار معرفته بالظرف الاتصالي وما يناسبه , ملتزما بالمسؤولية الأخلاقية للقائم بالاتصال في الرؤية الإسلامية ، وإنما لا بد أن يجمع مع ذلك كله أن يكون القائم بالاتصال عاملا بما يدعو الناس إليه من معتقدات وأفكار وآراء ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، وقد كشفت الدراسة التحليلية للجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في خطبة حجة الوداع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أول مطبق لما كان يدعو إليه من مبادئ سياسية واقتصادية ، فقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع هدر دماء الجاهلية ، فقال صلى الله عليه وسلم : ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، وربا الجاهلية موضوع ، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب ، وإن دماء الجاهلية موضوعة ، وأول دم أبدأ به دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب .

وهذا الشرط للمصدر المقنع تؤكده الدراسات العلمية للإقناع وهناك العديد من الشروط الأخرى التي يختلف تأكيدها لعملية الإقناع من مجال إلى آخر تبعا للظرف الاتصالي ، وإنما هذه أهم الشروط في الجملة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://albasah.yoo7.com
 
أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» اخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
» معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم]
» من أحاديث الرسول .. صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المزيني الباشا الحربي :: منتدى الاسلامــي :: قصص اسلامية-
انتقل الى: