ترجيحات الشيخ محمد بن عثيمين في كتاب الزكاة مقارنة بالمذهب الحنبلي من خلال كتابه "الممتع على زاد الستقنع "-دراسة فقهية مقارنة نسخة للطباعة
الباحث: أ / عبده عبدالله سلطان الصبيحي
الدرجة العلمية: ماجستير
الجامعة: جامعة الإيمان
بلد الدراسة: السمن
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2008
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
الحمد لله الذي بنعمته وحده تتم الصالحات ، وله الفضل دون سواه ، فهو الذي أعانني حتى بلغ البحث منتهاه ، فله جزيل الحمد والثناء الجميل الذي لا حدود لمداه .والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
لا أدعي أني قد بلغت في بحثي هذا الإحاطة والكمال ، ولكن حسبي أني بذلت قصارى جهدي وغاية وسعي ، فإن أصبت فيما جمعت وعرضت ورجّحت فمن الله ، وإن أخطأت أو قصّرت فمن نفسي والشيطان ، وأسأل المغفرة والعفو من الرحمن ، والعذر والنصيحة من المشايخ والزملاء والإخوان .
ثم إن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث ما يأتي :
أولاً : النتائج فيما يتعلق بشخصية الشيخ ابن عثيمين:
1. وقفت في ترجمة الشيخ ابن عثيمين على حياة عالم جليل ، وعلى صورة مشرقة لطلب العلم والمثابرة والجد في تحصيله ، فقد ابتدأ في ذلك من سن مبكرة ، مما كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيته العلمية ، ووقفت على سيرة شيخ تحلى بأخلاق عظيمة وحميدة ، كالإخلاص والتواضع والزهد والورع ، والحرص الشديد على نشر العقيدة الصحيحة ، ومحاربة البدع والشركيات ، والتمسك الشديد بالسنة والعمل بها ، وغيرها من الأخلاق ، كالكرم وصلة الرحم والدعوة إلى الله ، والاهتمام بأحوال المسلمين في العالم .
2. تعرفت على جلة شيوخ الشيخ ابن عثيمين وتلامذته ، وقد ترجمت لهم بما يتناسب مع المقام ، وعرّفت بمؤلفاته العلمية سواء التي حررها بنفسه ، أو ما أخرجه تلامذته من دروسه وأشرطته ، وبينت ذلك بحسب الفنون والعلوم .
ثانياً: النتائج فيما يتعلق بحقيقة الزكاة:
1. الزكاة في اللغة تأتي بعدة معاني منها النماء ، والطهارة ، والصلاح .
2. ذكرت تعريف الزكاة من مختلف المذاهب ، ثم بينت التعريف الراجح منها ، حسب ما ذكره أهل العلم .
3. بينت أهمية الزكاة من أوجهها المختلفة ، مدللاً على ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية .
4. بينت بأن بداية فرض الزكاة كان في مكة ، وأما تقدير أنصبتها ، وتقدير الأموال الزكوية ، وبيان أهلها فقد كان في المدينة على الراجح في ذلك . والله أعلم.
5. بينت بأن الزكاة فريضة ثابتة في الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والمعقول.
6. بينت أن للزكاة حِكَماً كثيرة وجليلة ، لا تعد ولا تحصى ، وقد أثبت الحكمة التشريعية العامة للزكاة وهي التطهير ، وبينت كيف يكون ذلك بالنسبة للمال ، وللغني ، وللفقير ، وللمجتمع ، كما بينت الحكمة من الزكاة من الناحية الاقتصادية ، والدعوية ، والسياسية.
ثالثاً: النتائج التي توصلت إليها فيما يتعلق بمسائل البحث :
1. لا زكاة في الدين إذا كان على معسر أو جاحد أو مماطل به ، إلاّ إذا قبضه صاحبه ، فيزكيه لسنة القبض فقط.
2. من كان عليه دين وعنده نصاب وحال عليه الحول فلا زكاة عليه ؛ لأن الدين مانع من وجوب الزكاة.
3. الزكاة تجب في عين المال ، ولها تعلق بالذمة.
4. إذا هلك المال بعد وجوب الزكاة فيه فلا يضمنه صاحبه ، إلاّ إذا تعدى أو فرّط.
5. تجب الزكاة في العسل.
6. لا يضم الذهب إلى الفضة في تكميل النصاب.
7. التحلي بخاتم الحديد مكروه.
8. وجوب الزكاة في الحلي المباح المعد للاستعمال أو العارية.
9. الدين يمنع زكاة الفطر ، كما يمنع زكاة المال ، سواء طولب به صاحبه أو لم يطالب به.
10. تجب زكاة الفطر على المسلم عمن يمونه من المسلمين.
11. إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد محرم.
12. بجزيء إخراج الخبز إذا كان قوتاً في زكاة الفطر.
13. الأصل في توزيع الزكاة أن توزع في محل الوجوب ، ثم إن نقل الزكاة دائر على ما هو الأصلح للمسلمين عامة ، فالعدول عن الأصل السابق لغير مسوّغ ولا مصلحة شرعية لا حاجة إليه ، ولا حكمة منه ، ولذلك فلا يجوز ، أما مع وجود المسوغ أو المصلحة الشرعية فلا مانع منه.
14. لا يجوز دفع الزكاة للهاشميين مطلقاً ، سواء عُدم الخمس أو وُجِد ومنعوا منه.
15. لا يجوز للمسلم أن يدفع زكاته لأصله وفرعه إذا كان سيسقط بها عن نفسه وجوب النفقة عليهم ، وذلك إذا كان موسراً ، أما إذا كان معسراً وكان دفعها لهم لا يسقط بها واجب النفقة عليهم فلا مانع من ذلك .
16. يجوز للزوجة أن تدفع زكاتها لزوجها .
17. من دفع زكاته إلى من يظنه من أهلها بعد التحري والاجتهاد أجزأته.
18. عشر ذي الحجة أفضل وقت لصدقة التطوع.
وبهذا تنتهي مادة هذا البحث فما كان فيه من صواب فمن الله وحده ، وما كان فيه من خطأٍ أو زلل فمن نفسي والشيطان ، فمن رأى شيئاً من ذلك فلا يبخل علينا بنصحه . والحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .