مسائل متعلقة بمنى
مسائل متعلقة بمنى:
1- متى يبدأ وقت رمي جمرة العقبة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يرمي أول الجمار يوم العيد وهي الجمرة التي تلي مكة، ويقال لها: جمرة العقبة يرميها يوم العيد، وإن رماها في النصف الأخير من ليلة النحر كفى ذلك، ولكن الأفضل أن يرميها ضحى، ويستمر إلى غروب الشمس، فإن فاته الرمي رماها بعد غروب الشمس ليلاً عن يوم العيد يرميها واحدة بعد واحدة، ويكبر مع كل حصاة"([sup][1]).[/sup] وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "رمي جمرة العقبة يوم العيد من آخر ليلة العيد إلى طلوع الفجر ليلة الحادي عشر، لكن الأفضل للقادرين أن لا يرموا حتى طلوع الشمس"([sup][2]).[/sup]
2- ماذا يفعل من لم يجد مكانًا له في منى؟
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي: نحن جالسون في منى قد تساءلنا وتحاورنا وتناقشنا أن اليافطة المكتوب عليها (آخر منى). يجب عليكم يا شيخنا ويا علماء مكة المكرمة الأجلاء، وجب عليكم أن تفتوا لنا في هذا الموضوع؛ لأنه عندما حدد آخر منى كان عدد الحجاج لا يزيد على (1000) ألف حاج، واليوم اثنين مليون حاج أو أكثر، هل كل هؤلاء يسكنون داخل هذه القطعة الصغيرة، وفي هذه الحدود الضيقة لمنى؛ لهذا نرجو منكم وقبل الحج القادم بإذن الله أن تفتوا لنا؛ هل جلوسنا في هذه القطعة صالح، أم أن معظم هؤلاء الحجاج جالسون خارج هذه الحدود؟ لأن عددا كبيرا واصل حتى الكبرى، أي: بعد الجبل. أخي العزيز: إن هذا الموضوع شغل الحجاج؛ لأنهم أغلبهم يسكنون خارج اليافطة، ونرجو أن نسمع قراركم.
فأجابت: "أماكن الحج وأزمنته محددة من الشارع، وليس فيها مجال للاجتهاد، وقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وقال فيها: خذوا عني مناسككم، فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، وبين فيها الأزمنة والأمكنة، وحدود منى: من وادي محسر إلى جمرة العقبة، فعلى من حج أن يلتمس مكانا له داخل حدود منى، فإن تعذر عليه حصول المكان نزل في أقرب مكان يلي منى ولا شيء عليه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"([sup][3])[/sup]. الشيخ: عبد الله بن غديان الشيخ: عبد الرزاق عفيفي
الشيخ: عبد العزيز ابن باز
3- ما الحكم فيمن كانت خيمته خارج حدود منى؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: نظرًا لكون مكان المخيم خاضعًا لتوزيع وزارة الحج والأوقاف، وإمارة منطقة مكة حيث يتم توزيع الأراضي بمنى من قبلهم، ولا يحق لأي مخيم رفض الأرض التي أعطيت له ولو كانت خارج حدود منى.
وحيث أن الوزارة تقول: إن منى لا تستوعب أعداد الحجاج المتزايدة وأنها تضيق بهم، لذا فقد سلموا للحملة أرضًا على حدود منى من الخارج، علمًا بأننا حاولنا استبدال الأرض ولكن دون جدوى، فوافقنا مضطرين على الموقع لما يتميز به من توفير كافة الخدمات ودورات المياه والكهرباء وغيرها. فما الحكم الشرعي في هذا الأمر؟ وما توجيه فضيلتكم لنا ولحجاجنا؟ جزاكم الله خيرًا.
فأجاب رحمه الله بقوله: "لا حرج عليكم في ذلك ولا فدية؛ لقول الله سبحانه: {فاتقوا الله ما استطعتم}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)). وفق الله الجميع"([sup][4]).[/sup] 4- ما هو التحلل الأول وبما يحصل؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يقصد بالتحلل الأول إذا فعل اثنين من ثلاثة، إذا رمى وحلق أو قصر، أو رمى وطاف وسعى إن كان عليه سعي، أو طاف وسعى وحلق أو قصر، فهذا هو التحلل الأول.
وذهب بعض العلماء إلى أنه إذا رمى الجمرة يوم العيد يحصل له التحلل الأول، وهو قول جيد ولو فعله إنسان فلا حرج عليه إن شاء الله، لكن الأولى والأحوط ألا يعجل حتى يفعل معه ثانيًا بعده الحلق أو التقصير، أو يضيف إليه الطواف والسعي إن كان عليه سعي؛ لحديث عائشة ـ وإن كان في إسناده نظر ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب وكل شيء إلا النساء)). ولأحاديث أخرى جاءت في الباب، ولأنه صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرة يوم العيد ونحر هديه وحلق، طيبته عائشة. وظاهر النص أنه لم يتطيب إلا بعد أن رمى ونحر وحلق. فالأفضل والأحوط أن لا يتحلل التحلل الأول إلا بعد أن يرمي وحتى يحلق أو يقصر، وإن تيسر أيضًا أن ينحر الهدي بعد الرمي وقبل الحلق فهو أفضل، وفيه جمع بين الأحاديث"([sup][5]). [/sup] 5- ما هو التحلل الثاني وبما يحصل؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إذا فعل الثلاثة: الرمي والطواف والسعي إن كان عليه سعي، والحلق أو التقصير، فهذا هو التحلل الثاني. فإذا فعل اثنين فقط لبس المخيط وتطيب وحل له كل ما حرم عليه بالإحرام ما عدا الجماع، فإذا جاء بالثالث حل له الجماع"([sup][6]).[/sup] 6-ما هي أعمال يوم النحر، وما حكم التقديم والتأخير فيها؟
جاء في أحد أجوبة للجنة الدائمة ما نصه: "أولاً: أعمال يوم النحر ثلاثة للمفرد هي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة والسعي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم. وأما المتمتع والقارن فيزيد بذبح الهدي، ويزيد المتمتع سعيا بعد طواف الإفاضة.
ثانيًا: تكون هذه الأعمال مرتبة: الرمي، فالذبح، فالحلق أو التقصير، ثم الطواف والسعي، هذا هو الأفضل؛ تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه رمى ثم نحر ثم حلق رأسه، ثم طيبته عائشة، ثم أفاض إلى البيت، وسئل عن ترتيب هذه الأمور، ومن قدم بعضها على بعض، فقال: ((لا حرج، لا حرج)).
ثالثًا: ومن فعل اثنين سوى الذبح حصل بذلك التحلل الأول؛ وبذلك يحل له كل ما حرم عليه بالإحرام ما عدا النساء، وإذا فعل الثلاثة حل له كل شيء حرم عليه حتى النساء، والأحاديث في هذا كثيرة دالة على ما ذكرنا. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"([sup][7])[/sup]. الشيخ: عبد الله بن غديان الشيخ: عبد العزيز ابن باز
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: ما هو الأفضل في أعمال يوم النحر، وهل يجوز التقديم والتأخير؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "السنة في يوم النحر أن يرمي الجمرات، يبدأ برمي جمرة العقبة وهي التي تلي مكة، ويرميها بسبع حصيات كل حصاة على حدة يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه إن كان عنده هدي، ثم يحلق رأسه أو يقصره، والحلق أفضل. ثم يطوف ويسعى إن كان عليه سعي هذا هو الأفضل، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه رمى ثم نحر ثم حلق ثم ذهب إلى مكة فطاف عليه الصلاة والسلام. هذا الترتيب هو الأفضل الرمي ثم النحر ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف والسعي إن كان عليه سعي. فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج، أو نحر قبل أن يرمي، أو أفاض قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يذبح كل هذا لا حرج فيه. النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن من قدم أو أخر فقال: ((لا حرج لا حرج))"([sup][8]).[/sup] وقال رحمه الله في موضع آخر: "السنة للحاج يوم العيد أربعة أمور، وقد تكون خمسة:
الأول: الرمي، برمي الجمرة، أي: جمرة العقبة يوم العيد بسبع حصيات إذا كان ما رماها في آخر الليل، يرميها بعد طلوع الشمس، كما رماها النبي صلى الله عليه وسلم ومن رماها من الضعفة من النساء والمرضى وكبار السن ومن معهم في النصف الأخير من ليلة مزدلفة أجزأهم ذلك. أما الأقوياء فالمشروع لهم أن يرموها ضحى بعد طلوع الشمس، كما رماها النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: النحر، نحر الهدي إذا كان عنده هدي، فإنه ينحره في منى، وهو الأفضل إذا وجد الفقراء، أو في مكة وفي بقية الحرم. تنحر الإبل واقفة معقولة يدها اليسرى، وتذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر موجهة إلى القبلة.
الثالث: الحلق أو التقصير. فالرجل يحلق رأسه أو يقصره والحلق أفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين بالمغفرة والرحمة ثلاثاُ وللمقصرين واحدة. والمرأة تقصر فقط تقطع من أطراف شعر رأسها قليلاً وإن كان رأسها ضفائر فإنها تأخذ من طرف كل ضفيرة قليلاً.
الرابع: وهو طواف الإفاضة، ويسمى طواف الحج. وإذا كان عليه سعي صار خامسًا، هذا السعي للمتمتع فإنه عليه السعي لحجه والأول لعمرته. وهكذا المفرد والقارن إذا كانا لم يسعيا مع طواف القدوم.
وهذه الأمور التي تفعل يوم العيد وهي خمسة: أولها الرمي ثم الذبح ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف ثم السعي في حق من عليه سعي. وهذه الأمور قد شرع الله فعلها ورتبها النبي صلى الله عليه وسلم هكذا، فإنه صلى الله عليه وسلم رمى ثم نحر هديه ثم حلق رأسه ثم تطيب وتوجه إلى مكة للطواف عليه الصلاة والسلام. لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج، فلو نحر قبل أن يرمي أو طاف قبل أن ينحر فلا حرج في هذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال: ((لا حرج. لا حرج)) عليه الصلاة والسلام.
والنساء قد يحتجن إلى الذهاب إلى مكة للطواف قبل أن يحدث عليهن دورة الحيض، فلو ذهبت في آخر الليل وقدمت الطواف قبل أن يصيبها شيء على الرمي أو على النحر أو على التقصير فلا بأس بهذا. فالأمر في هذا واسع والحمد لله، وقد ثبت أن أم سلمة رضي الله عنها رمت الجمرة ليلة العيد قبل الفجر ثم مضت إلى مكة فطافت طواف الإفاضة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله، أفضت قبل أن أرمي فقال: ((لا حرج)). وسأله آخر فقال: نحرت قبل أن أرمي. فقال: ((لا حرج)). قال الصحابي الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم فما سئل يومئذ يعني ـ يوم النحر ـ عن شيء قُدم أو أُخر إلا قال: ((لا حرج. لا حرج)) عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وهذا من لطف الله سبحانه بعباده، فلله الحمد والمنة"([sup][9]).[/sup] 7- ما معنى التعجل والتأخر مع بيان قوله تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه}؟
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي: ما معنى قوله تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}؟ مع إيضاح ما نصت عليه هذه الآية.
فأجابت: "يقول الله سبحانه: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}. والمراد بالأيام المعدودات هنا: أيام التشريق الثلاثة: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، فمن ينفر من الحجاج بعد رمي جمراته اليوم الثاني عشر بعد الزوال وقبل الغروب فقد تعجل، ومن بقى بمنى إلى أن يرمي جمرات اليوم الثالث عشر فقد تأخر، وذلك أفضل؛ لموافقته لفعله عليه الصلاة والسلام. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"([sup][10])[/sup]. الشيخ: عبد الله بن قعود الشيخ: عبد الرزاق عفيفي
الشيخ: عبد العزيز ابن باز
8- ما حكم من طاف طواف الإفاضة ليلاً في ليالي منى ولم يدرك المبيت في تلك الليلة؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لو فرض أنه نزل إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة، ولكنه لم يستطع الوصول إلى منى إلا بعد طلوع الفجر، فنقول: لا شيء عليك"([sup][11]).[/sup] 9-ما حكم من تعجل في اليوم الثاني عشر ولم يستطع الخروج من منى قبل غروب الشمس بسبب الزحام؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: جماعة في وقت الحج، وبعد رمي الجمرات لليوم الثاني عشر نووا الخروج من منى، ولكن لم يستطيعوا الخروج إلا بعد غروب الشمس بوقت، نظرًا للزحام فهل يلزمهم المبيت لأداء الرمي من غد؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "إذا كان الغروب أدركهم وقد ارتحلوا فليس عليهم مبيت، وهم في حكم النافرين قبل الغروب، أما إن أدركهم الغروب قبل أن يرتحلوا، فالواجب عليهم أن يبيتوا تلك الليلة، أعني ليلة ثلاث عشرة، وأن يرموا الجمار بعد الزوال في اليوم الثالث عشر، ثم بعد ذلك ينفرون متى شاءوا؛ لأن الرمي الواجب قد انتهى في اليوم الثالث عشر وليس عليهم حرج في المبيت في منى أو مكة ولا رمي عليهم بعد رمي اليوم الثالث عشر سواء باتوا في مكة، أو في منى"([sup][12]).[/sup] 10- هل يجب على الحاج صلاة الجمعة في منى إذا وافقت أيام التشريق؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: كثير من الحجاج أشكل عليهم اليوم عدم صلاة الجمعة في منى، ولا يعرفون سبب ذلك؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "أما الجمعة فإنها لا تصلى في هذا المكان؛ بناءً على أنه مشعر، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الجمعة يوم عرفة، ولذلك كان الناس يصلون ظهرًا"([sup][13]).[/sup] 11- ما هو القدر المعتبر للمبيت في منى؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: ما الحد الأدنى للمبيت في منى ليالي التشريق؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "إذا بقي في منى أكثر الليل فقد أدى الواجب، سواء من أول الليل أو آخره، فمثلاً لوبقي في منى حتى منتصف الليل فله أن يغادر، فالحاصل أن الواجب أن يبيت في منى معظم الليل"([sup][14]).[/sup] 12- ما حكم ترك مبيت ليلة في منى؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: والدتي عجوز ووكلتني برمي الجمار ولم تبت بمنى البارحة، واليوم هي موجودة بمنى، فهل عليها شيء لعدم مبيتها البارحة؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "ليس عليها إلا أن تتصدق بأقل ما يسمى صدقة، يعني بعشرة ريالات أو ثلاثة ريالات؛ لأنها لم تترك النسك كله، فهي تركت ليلة من ليلتين، هذا هو القول الراجح، وبعض العلماء يقول: عليها فدية شاة تذبح وتوزع على الفقراء، لكن لا وجه لهذا"([sup][15]).[/sup] 13- ما حكم من ترك المبيت في منى بسبب العمل؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: عذر الرسول صلى الله عليه وسلم في المبيت خارج منى السقاة وغيرهم، فما الذي يقاس عليهم في وقت الحاضر؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "النبي صلى الله عليه وسلم رخص للعباس أن يبيت في مكة من أجل سقاية الحاج، وهذا عمل عام، وكذلك رخص للرعاة أن يتركوا المبيت بمنى؛ لأنهم يرعون رواحل الحجيج، ويشبه هؤلاء من يترك المبيت لرعاية مصالح الناس؛ كالأطباء وجنود الإطفاء، وما أشبه ذلك، فهؤلاء ليس عليهم مبيت؛ لأن الناس في حاجة إليهم"([sup][16]).[/sup] 14- من لم يجد مكانًا في منى من أهل مكة فهل يجزئة المبيت في بيته؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا لم يجد الإنسان مكانًا في منى للنزول فيه بعد البحث التام والتنقيب في منى كلها، فإنه حينئذ يسقط عنه المبيت فيها، ولكن يجب عليه أن يبيت في أطراف الناس؛ بمعنى أن تكون خيمته متصلة بخيام الحجاج، حتى ولو كان ذلك في خارج منى في مزدلفة، أو فيما وراء مزدلفة، المهم أن تكون خيمته متصلة، وليس معنى سقوط المبيت في منى أن يبيت في مكة وفي أي مكان شاء"([sup][17]).[/sup]
15- متى يبدأ وقت الرمي ومتى ينتهي في أيام التشريق؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "رمي جمرات أيام التشريق من الزوال ـ أي من دخول وقت الظهر ـ إلى طلوع الفجر من اليوم الثاني، فيوم أحد عشر من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وكذلك رمي يوم اثني عشر من الزوال إلى طلوع فجر يوم الثالث عشر، ويوم ثلاثة عشر من الزوال إلى غروب الشمس، ولا رمي بعد غروب الشمس يوم ثلاثة عشر؛ لأنه تنتهي أيام التشريق"([sup][18]).[/sup]
16- ماذا شرع للحاج أن يشتغل به في أيام التشريق؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فينبغي للعبد أن يقوم بشعائر الحج على سبيل التعظيم والإجلال، والمحبة والخضوع لله رب العالمين، فيؤديها بسكينة ووقار، واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي أن يشغل هذه المشاعر العظيمة بالذكر والتكبير والتسبيح والتحميد والاستغفار؛ لأنه في عبادة من حين أن يشرع في الإحرام حتى يحل منه، فليس الحج نزهة للهو واللعب، يتمتع به الإنسان كما شاء من غير حد، كما يشاهد بعض الناس يستصحب من آلات اللهو والغناء، ما يصده عن ذكر الله ويوقعه في معصية الله، وترى بعض الناس يفرط في اللعب والضحك والاستهزاء بالخلق، وغير ذلك من الأعمال المنكرة، كأنما شرع الحج للمرح واللعب.
ويجب على الحاج وغيره أن يحافظ على ما أوجبه الله عليه من الصلاة جماعة في أوقاتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وينبغي أن يحرص على نفع المسلمين والإحسان إليهم بالإرشاد والمعونة عند الحاجة، وأن يرحم ضعيفهم خصوصًا في مواضع الرحمة، كمواضع الزحام ونحوها، فإن رحمة الخلق جالبة لرحمة الخالق، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
ويتجنب الرفث والفسوق والعصيان والجدال لغير نصرة الحق، أما الجدال من أجل نصرة الحق فهذا واجب في موضعه. ويتجنب الاعتداء على الخلق وإيذاءهم؛ فيتجنب الغيبة والنميمة والسب والشتم والضرب، والنظر إلى النساء الأجانب، فإن هذا حرام في الإحرام وخارج الإحرام، فيتأكد تحريمه حال الإحرام.
وليتجنب ما يحدثه كثير من الناس من الكلام الذي لا يليق بالمشاعر؛ كقول بعضهم إذا رمى الجمرات: رمينا الشيطان، وربما شتم المشعر أو ضربه بنعل ونحوه مما ينافي الخضوع والعبادة، ويناقض المقصود برمي الجمار وهو إقامة ذكر الله عز وجل"([sup][19]).[/sup] وسئل الشيخ رحمه الله السؤال التالي:ما هي الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم أثناء بقائه في منى؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "الذي ينبغي أن ينتهز هذه الفرصة في التعرف على أحوال المسلمين، والالتقاء بهم، وإسداء النصح إليهم وإرشادهم، وبيان الحق المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى ينصرف المسلمون من حجهم، وهم قد أدّوا هذه العبادة ونهلوا من العلم الشرعي، المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان لا يحسن دعوة من يخاطب فإنه يجعل بينه وبينهم ترجمانًا، يكون أمينًا عارفًا باللغتين، المترجم منها وإليها، عارفًا بموضوع الكلام الذي يتكلم فيه، حتى يترجم على بصيرة، وفي ثقة وأمانة.
وينبغي كذلك في هذه الأيام أن يكون حريصًا على التحلي بمحاسن الأخلاق والأعمال؛ من إعانة المستعين، وإغاثة الملهوف، ودلالة الضائع، وغير ذلك مما هو إحسان إلى الخلق، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.ويقول جلا وعلا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}. ولا سيما في هذه الأماكن المفضلة، فإن أهل العلم يقولون: إن الحسنات تضاعف في الزمان والمكان الفاضل"([sup][20]).[/sup] 17- من رمى بعد الغروب [في اليوم الثاني عشر] وهو عازم على السفر هل يلزم المبيت ليلة 13؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "في اليوم الثاني عشر، إذا أراد الإنسان أن يتعجل وحضر إلى الجمرات ووجد الزحام شديدًا، ولم يتمكن من رمي الجمرات إلا بعد غروب الشمس، فله أن يرمي وينصرف حتى ولو غابت الشمس؛ لأن هذا الرجل متعجل، لكن حبسه حابس، فإذا كان متعجلاً وحبسه حابس فله أن يرمي متى زال الحابس، وينصرف وينتهي من الحج"([sup][21]).[/sup] 18- ما حكم الذهاب إلى جدة أيام منى والعودة ليلاً للمبيت؟
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي: ذهبت إلى جدة في اليوم الثاني من أيام التشريق بعد رمي الجمار، ولم يكن في نيتي التعجل في يومين، ولم أؤد طواف الوداع، وقد رجعت من جدة في نفس الليلة للمبيت بمنى، وأداء رمي الجمار في اليوم الثالث من أيام التشريق، ثم قمت بطواف الوداع، ثم إلى المدينة المنورة، ثم عدت إلى مقري حفر الباطن. فهل ذهابي إلى جدة يعتبر خروجا من الميقات المكاني قبل تكملة الجمار وطواف الوداع؟ وإن كان كذلك فما الحكم المترتب عليه؟ أفيدونا أفادكم الله.
فأجابت: "إذا كان الأمر كما ذكر فلا حرج عليك فيما وقع. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"([sup][22])[/sup]. الشيخ: عبد الله بن قعود الشيخ: عبد الله بن غديان
الشيخ: عبد الرزاق عفيفي الشيخ: عبد العزيز ابن باز
19- الحاج من مكة إذا لم يستأجر خيمة في منى، هل له أن يبقى في منزله ليالي أيام التشريق وليلة العيد؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا لم يجد الإنسان مكانًا في منى للنزول فيه بعد البحث التام والتنقيب في منى كلها، فإنه حينئذ يسقط عنه المبيت فيها، ولكن يجب عليه أن يبيت في أطراف الناس؛ بمعنى أن تكون خيمته متصلة بخيام الحجاج، حتى ولو كان ذلك في خارج منى في مزدلفة، أو فيما وراء مزدلفة، المهم أن تكون خيمته متصلة، وليس معنى سقوط المبيت في منى أن يبيت في مكة وفي أي مكان شاء"([sup][23]).[/sup]
20- من رمى بعد منتصف ليلة العيد, فما حكم رجمه؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: نحن جماعة من الحجاج بعضنا معه نساء والبعض الآخر مفرد، فهل يجوز للمفرد رمي جمرة العقبة مع جماعته بعد نصف الليل؟ علمًا أنكم تعرفون المشاق أثناء الحج.
فأجاب رحمه الله بقوله: "لا بأس في رمي الجمرة ليلة النحر بعد نصف الليل للمشقة التي ذكرتم؛ ولهذا رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة أن يدفعوا من مزدلفة قبل الفجر، ورخص لهم في رمي الجمار قبل الفجر. أما الأقوياء فالأفضل لهم أن يرموا بعد طلوع الشمس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة يوم النحر ضحى، ولأنه روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس)). ولكن في سنده ضعف، والصواب أن رمي الجمرة بعد نصف الليل من لليلة النحر يجزئ عن الجميع من أجل المشقة العظيمة على الجميع، ولكن تأخير ذلك إلى بعد طلوع الشمس في حق الأقوياء أفضل وأحوط؛ جمعًا بين الأدلة، ومن كان معه نساء أو ضعفة فهو مثلهم"([sup][24]).[/sup] وسئل أيضا رحمه الله السؤال التالي: تيسر لي العام الماضي تأدية فريضة الحج ولله الحمد، ولكنه حدث أن كنت مع جماعة ورمينا الجمرة الأولى في الليل قبل الصباح وذلك خوفًا من الزحام بعد أن أمضينا نصف الليل في مزدلفة، فما حكم ذلك؟ وهل علي شيء الآن؟ أرجو الإفادة.
فأجاب رحمه الله بقوله: "لا حرج في رمي جمرة العقبة بعد نصف الليل ليلة النحر إذا كنتم مستضعفين أو معكم مستضعفون من النساء والصبيان والكبار والمرضى. أما إذا كنتم أقوياء وليس معكم ضعفاء، فالأفضل لكم أن تصلوا الفجر في المزدلفة وأن تبقوا بها مشتغلين بالذكر والدعاء حتى الإسفار، ثم تنفروا إلى منى قبل طلوع الشمس وترموا الجمرة بعد طلوعها؛ تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كله؛ لقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خذوا عني مناسككم)) أخرجه مسلم في صحيحه. وفقنا الله وإياكم وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل به"([sup][25]).[/sup] 21- هل الخيام المتصلة بمنى تأخذ حكم منى؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لو فرض أنه لم يجد مكانًا في منى، فنقول: انزل حيث انتهت خيام الناس"([sup][26]).[/sup]
وقال رحمه الله في موضع آخر: "إذا لم يجد الإنسان مكانًا في منى للنزول فيه بعد البحث التام والتنقيب في منى كلها، فإنه حينئذ يسقط عنه المبيت فيها، ولكن يجب عليه أن يبيت في أطراف الناس؛ بمعنى أن تكون خيمته متصلة بخيام الحجاج، حتى ولو كان ذلك في خارج منى في مزدلفة، أو فيما وراء مزدلفة، المهم أن تكون خيمته متصلة"([sup][27]).[/sup]
22- هل البنيان في العزيزية المتصل بمنى من جهة العزيزية تأخذ حكم منى؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: ما حكم من سكن العزيزية من أهالي مكة، وغير الساكن بها من الحجاج، هل يجوز لهم المبيت فيها؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "لا يجوز للإنسان أن يبيت ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر وليلة الثالث عشر إن تأخر، إلا في منى، فإذا لم يجد مكانًا فليبت في أدنى مكان من الخيام، هذا هو الذي دلت عليه السنة، وأما المبيت في العزيزية فلا يجوز؛ لأنها ليست من منى"(