باريس ـ صحف (ترجمة يوسف الوهباني): قالت المفكرة الجزائرية وسيلة تامزيلي (مديرة منظمة حقوق المرأة بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة): "إن الاستعمار الفرنسي القديم غرس في رؤوس النساء روح التمرد على التعالم الإسلامية، وهذه التعاليم الغربية هي سبب تأخر النساء المسلمات في مسيرة التقدم الحضاري".
وأضافت المفكرة الجزائرية خلال حوار معها أجرته صحيفة (اللوموند) الفرنسية مؤخراً: "إن كتابها (المرأة الغاضبة من أوروبا الغاصبة)، أطالب المرأة الجزائرية المسلمة، أن تقوم بدورها التاريخي الفعال"، مؤكدة أن قرنا من الزمان مرّ ولم تظهر المرأة الجزائرية بالصورة التي تعبر عن طموحاتنا كنساء مثقفات، حيث استطاع الاستعمار غرس الكثير من المفاهيم في رؤوس بعض نسائنا، ولم يستطعن الفكاك منها حالياً، من بينها مفاهيم التمرد على التعاليم الإسلامية، هذه المفاهيم التي سببت تخلف المرأة المسلمة عن ركب الحضارة. وأضافت بالقول: "تطرقت لهذه الفكرة في كتابي وتساءلت: "هل حان وقت المرأة المسلمة؟ وعلينا ألا ننسى مشاركة المرأة الجزائرية في حرب المقاومة للاستعمار". وفي معرض ردها عن سؤال لصحيفة (اللوموند) عن تشاؤمها أو تفاؤلها حول وضع المرأة الجزائرية في ظل الأوضاع الحالية، وهل تتوقع نهضتها في ظل هذه الأوضاع، قالت المفكرة وسيلة: "مازلت متشائمة حول أوضاع المرأة في الجزائر، وفي المغرب العربي ككل.. على دولتنا ضرورة الاهتمام بقيام الأسرة الصالحة حتى تتطور لتكون الدولة الحديثة". وعن الفكر الغربي الذي لا يزال يحاول غزو عقول النساء المسلمات في الجزائر، قالت تامزيلي: " حالياً تواجه المرأة الجزائرية غزوا ثقافياً مركزاً من كل وسائل الإعلام وخصوصاً القنوات الفضائية، وهي تهدد مرتكزات ثقافتها ودينها، وحينما نتحدث عن الحرية في فرنسا نجد إنهم سلبوا المرأة المسلمة حق ارتداء النقاب". يذكر أن المفكرة الجزائرية وسيلة تامزيلي من مواليد عام 1941م، وقد امتهنت المحاماة وتعمل حالياً كمديرة لمنظمة حقوق المرأة بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، وقد ألفت العديد من الكتب من بينها " التعليم الجزائري" و"المرأة الغاضبة من أوربا الغاصبة". وعن رأيها في الأنظمة الإسلامية القائمة حالياً، تقول تامزيلي: "إن كل الأنظمة الإسلامية الحديثة ترتكز على المفهوم السياسي فقط لا غير، وهذه الأنظمة لا تقدم للمرأة العربية شيئاً، وإنني أتخوف على المرأة المسلمة من آثار الغزو الثقافي الفضائي، وإجمالاً أعتقد أن الكثير من المسلمين تأثروا بالثقافة الغربية وصاروا مسخا يروجوا للثقافات الأخرى". وعن موضوع النقاب الذي أثير ولا يزال مشكلة في فرنسا والدول الغربية، وطريقة تعامل بعض الدول الإسلامية والعربية مع موضوع النقاب، قالت المفكرة الجزائرية: "إن البعض صار يدين ارتداء النقاب بالنسبة للمرأة، ويصفها بالإرهاب كما يفعل رجال الغرب! إنني أعتبر هذا المنحى يصادر حرية المرأة التي ندعو لها، وإن مثل هذه الأفكار تزيد من تفاقم المشكلة، وأعتقد أن المسلمين كثر، ومتواجدين على أرض الواقع ولكنهم يعزفون نغما خافتا لا يجد صداه في وسائل الأعلام العالمية".