بسم الله الرحمن الرحيمالعشرة الزوجية والغيرة المحمودة
الزواج رابطة شرعية أوجبها الله على عباده، وهذه الرابطة يجب أن تبنى على المحبة والتعامل بالمعروف بين الزوجين، وإلا تحولت إلى رابطة تقوم على الكراهية، والبغضاء مما يترتب عليه من مفاسد يصعب على أي منهما تحملها؛ ذلك أن النفس البشرية تستعصي على الانقياد والطواعية عندما تحاصر بالأذى الجسدي أو النفسي أو الاستفزاز بأي صورة من صوره، وهو ما يؤدي إلى حالات الصدام سواء في الأحوال العامة أو في أحوال الزواج خاصة، وما ينتج من كل ذلك من أضرار ومفاسد.
إن راحة الإنسان وسعادته في بيته ومع أهله من أهم أسباب استقراره وسكنه وتمكنه من قيامه بواجبات العبودية التي افترضها الله عليه ,وإذا فقد المرء سكنه وطمأنينته عجز عن الاستمرار في وظيفته في مجتمعه –رجلا كان أو امرأة –ولقد بين الله سبحانه عظيم قدر العلاقة بين الزوجين وجعلها من آياته التي ينبغي التفكر فيها ولهذا جعل الله الزواج مودة ورحمة , قال تعالى:
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) فالمودة والرحمة المتبادلة أساس العشرة الزوجية السعيدة. وسمى الله العشرة الحسنة بالمعروف بين الزوجين ميثاقا غليظا لما قال:
( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا )وأكد النبي صلى الله عليه وسلم وجوب حسن العشرة بين الزوجين؛ ففي حجة الوداع أمر رجال أمته في خطبته البليغة أن يستوصوا بنسائهم , قائلاً:
( واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان ) والوصية بالنساء تأكيد لما جاء في الكتاب من وجوب العشرة بالمعروف، وما تقتضيه العلاقة بين الزوجين من وجوب المحبة والرحمة بينهما ناهيك بمعالجته صلى الله عليه وسلم لما قد يراه الزوج من صفة في زوجته كالعيب الخَـلْقي أو الخُـلُقِي (الذي لا يرقى إلى درجة الفحش)، مما ينفر منه طبعه؛ فلكي لا تستفزه نفسه فيسيء علاقته بها , أرشده صلى الله عليه وسلم بقوله:
( لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ) وهذا البيان العلاجي للحالة النفسية التي قد يصاب بها الزوج جراء صفة في زوجته جاء في أثر توجيه الله للأزواج في قوله جل ثناؤه:
( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ولهذا نرى القرآن قد أكثر في غير موضع من بيان حقوق العشرة بين الزوجين وأسسها كما شرح لنا من داخل بيت النبوة أحداثا كثيرة ووقائع مختلفة لنتعلم كيف نعالج المشكلات وما هي أسس حلها . وتناول القرآن في سورة الأحزاب والنور والطلاق والنساء والبقرة وغيرها أحكام العشرة بين الزوجين –وتعلم هذا من الفروض على الزوجين حتى يعامل كل منهما الآخر بشرع الله عز وجل قال تعالى:
( وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً ) الغيرة في محلها , والاعتدال فيها للرجال والنساء من جملة الأمور المحمودة, والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك, وعلى كلٍ من الرجل والمرأة أن يقدر غيرة صاحبه عليه .
إن الله عز وجل يغار , وغيرته تليق بجلاله وكماله. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
( إنَّ الله يغار والمؤمن يغار , وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ), وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:
( لا أحدٌ أغير من الله عز وجل, لذلك حرم الفواحش ما ظهر وما بطن ...) وقد ذُكرت الغيرة بأنها فاكهة الحياة الزوجية, وقال عنها آخر بأنها خـُلق الكرام , على أن تكون غيرة محمودة ,, يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم :
( إن من الغيرة ما يحب الله, ومنها ما يبغض الله, فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة, وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة ), فكم كانت الغيرة في غير ريبة سبباً في شقاء الأسرة , وهدم المسكن الآمن الذي بنياهُ معاً , فالريبة والشك في شريك الحياة أمر عظيم جداً نهى عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم , قال جابر رضي الله عنه:
( نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم ويطلب عثراتهم ) [رواه مسلم] .
فلا يصح أن يسيء الرجل الظنّ بزوجته أو المرأة بزوجها, وليس له أن يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها, فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية .
الغيرة أمرٌ ضروري , فهذه أم المؤمنين عائشة تغار من أم المؤمنين خديجة وهي تحت الثرى , لأن حبيبها محمد يذكرها دائماً بخير , وتغار من صاحبات خديجة , وتغار من نسائه حين يرسلن له طعاماً إلى بيتها, وتقول
( ومالي لا يغار مثلي على مثلك ) وذاك ذو النورين رضي الله عنه لما دخلوا بيته ليقتلوه أرادت زوجته نائلة أن تدافع عنه, فظهر شعرها, فصرخ فيها قائلاً:
( خذي خمارك فلعمري لدخولهم عليّ أهون من حرمة شعرك )وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
( لا تكثر الغيرة على أهلك فتُرمى بالسوء من أجلك ) هذا قول عليّ صهر النبيّ صلى الله عليه وسلم , والذي كان يغار على زوجته فاطمة الزهراء من عود الأراك , وذلك حين قال يداعبها :
حظيتَ يا عـود الأراك بثـغـرها *** أما خفتَ يا عود الأراك أراكا
لو كنتَ من أهل القتال قتلتك *** ما فـاز مـني يا سـواك سـواكا هذا رجل يداعب زوجته ويبين لها انه يغار عليها حتى من عود السواك الذي تعبث به في فمها, فكيف بربكم تكون غيرته عليها من الآخرين ؟
وكان عمر والزبير رضي الله عنهما غاية في الغيرة على الأعراض ، وقد كانا يغاران من خروج نسائهما إلى المسجد .
ويروي ابن كثير أن امرأة ادعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار, وجاءت بـبيـنـّة تشهد لها به, فقال القاضي: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة, عندها قال الزوج: لا تفعلوا هي صادقة فيما تدعيه. لقد أقر بما ادعت حتى لا تكشف وجهها أمام الأغراب, ليصون زوجته من نظراتهم, فلما سمعت ذلك من زوجها قالت : هو في حلٍ من صداقي !!
هكذا كان حال الصحابة ومن جاء بعدهم , فكيف هو حال غيرتنا على زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا ؟ كم من الرجال الذين يصلّون الخمس فرائض في المسجد وقد حجوا البيت واعتمروا , ومع ذلك ترى بناتهم قد اتخذن السفور صاحباً, والعطور صديقاً , والانحلال والبُـعد عن الطريق المستقيم .. موضة وتقدما ؟
كم من الأزواج مَن لا يكترث إن جلست زوجته مع رجال أجانب ؟ وتحدثت معهم بما لا يليق , واستأنست معهم ومازحتهم ؟ وكم منهم من لا يغار على محارمه إن سمع أحدهم يتغزل فيها ويذكر محاسنها أمامه, وقد صدق صلى الله عليه وسلم لما قال :
( ثلاثة لا يدخلون الجنة : الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر, قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه , فما الديوث ؟ قال: الذي لا يبالي مَن دخل على أهله )فالغيرة المحمودة بين الزوجين ــ كما قال البعض ــ تؤجج نار الحب بينهما, فالزوجة تشعر بالسعادة عندما ترى أن زوجها يغار عليها .... من أبيها, وأخيها ومحارمها, و حتى من أبنائه.
إن حياة الغيرة التي يحياها المجتمع المسلم، والتي يسمو بها فوق النجوم رفعة، ويرتقي بها إلى أعلى المنازل فضلاً وطهرًا، يقابلها في المجتمعات الكافرة في الشرق والغرب حياة الدياثة والخباثة والقذارة والحقارة واللوثة والنجاسة، والذلة والمهانة، التي قد تترفع عنها بعض الحيوانات حيث تغار فحولها على إناثها، ويقاتل الفحل دون أنثاه كل فحل يعرض لها حتى تصير إلى الغالب. وصدق والله أئمتنا حين قالوا: إن كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها قلت الصيانة في نسائها.
فيا معشر الرجال توددوا إلى نسائكم, وأشعروهنّ بالغيرة عليهنّ, فالمرأة تفرح وتسعد بهذه الخصلة في زوجها, وترى أنها في عينيّ زوجها ملكة متوجة ,لا يـسمح لأيٍ كان أن ينظر إليها أو يكلمها . والله إني لأعرف من النساء الكثير, ليست ذات جمال, ولا دين, ولا علم .. وهي سعيدة , لأن زوجها يغار عليها !!
أفلا تجعل هذه الغيرة المحمودة أنشودة تتغنى بها , كما قال أحدهم :
إني أغار عليك من عينيك
من بائعات الورد في خديك
من فاحم الشعر الكثيف محوري
كالليل مسدولاً حتى كتفيك
عند انفراج السحر من شفتيك
الزواج رابطة شرعية أوجبها الله على عباده، وهذه الرابطة يجب أن تبنى على المحبة والتعامل بالمعروف بين الزوجين، وإلا تحولت إلى رابطة تقوم على الكراهية، والبغضاء مما يترتب عليه من مفاسد يصعب على أي منهما تحملها؛ ذلك أن النفس البشرية تستعصي على الانقياد والطواعية عندما تحاصر بالأذى الجسدي أو النفسي أو الاستفزاز بأي صورة من صوره، وهو ما يؤدي إلى حالات الصدام سواء في الأحوال العامة أو في أحوال الزواج خاصة، وما ينتج من كل ذلك من أضرار ومفاسد.
إن راحة الإنسان وسعادته في بيته ومع أهله من أهم أسباب استقراره وسكنه وتمكنه من قيامه بواجبات العبودية التي افترضها الله عليه ,وإذا فقد المرء سكنه وطمأنينته عجز عن الاستمرار في وظيفته في مجتمعه –رجلا كان أو امرأة –ولقد بين الله سبحانه عظيم قدر العلاقة بين الزوجين وجعلها من آياته التي ينبغي التفكر فيها ولهذا جعل الله الزواج مودة ورحمة , قال تعالى:
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) فالمودة والرحمة المتبادلة أساس العشرة الزوجية السعيدة. وسمى الله العشرة الحسنة بالمعروف بين الزوجين ميثاقا غليظا لما قال:
( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا )وأكد النبي صلى الله عليه وسلم وجوب حسن العشرة بين الزوجين؛ ففي حجة الوداع أمر رجال أمته في خطبته البليغة أن يستوصوا بنسائهم , قائلاً:
( واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان ) والوصية بالنساء تأكيد لما جاء في الكتاب من وجوب العشرة بالمعروف، وما تقتضيه العلاقة بين الزوجين من وجوب المحبة والرحمة بينهما ناهيك بمعالجته صلى الله عليه وسلم لما قد يراه الزوج من صفة في زوجته كالعيب الخَـلْقي أو الخُـلُقِي (الذي لا يرقى إلى درجة الفحش)، مما ينفر منه طبعه؛ فلكي لا تستفزه نفسه فيسيء علاقته بها , أرشده صلى الله عليه وسلم بقوله:
( لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ) وهذا البيان العلاجي للحالة النفسية التي قد يصاب بها الزوج جراء صفة في زوجته جاء في أثر توجيه الله للأزواج في قوله جل ثناؤه:
( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ولهذا نرى القرآن قد أكثر في غير موضع من بيان حقوق العشرة بين الزوجين وأسسها كما شرح لنا من داخل بيت النبوة أحداثا كثيرة ووقائع مختلفة لنتعلم كيف نعالج المشكلات وما هي أسس حلها . وتناول القرآن في سورة الأحزاب والنور والطلاق والنساء والبقرة وغيرها أحكام العشرة بين الزوجين –وتعلم هذا من الفروض على الزوجين حتى يعامل كل منهما الآخر بشرع الله عز وجل قال تعالى:
( وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً ) الغيرة في محلها , والاعتدال فيها للرجال والنساء من جملة الأمور المحمودة, والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك, وعلى كلٍ من الرجل والمرأة أن يقدر غيرة صاحبه عليه .
إن الله عز وجل يغار , وغيرته تليق بجلاله وكماله. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
( إنَّ الله يغار والمؤمن يغار , وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ), وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:
( لا أحدٌ أغير من الله عز وجل, لذلك حرم الفواحش ما ظهر وما بطن ...) وقد ذُكرت الغيرة بأنها فاكهة الحياة الزوجية, وقال عنها آخر بأنها خـُلق الكرام , على أن تكون غيرة محمودة ,, يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم :
( إن من الغيرة ما يحب الله, ومنها ما يبغض الله, فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة, وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة ), فكم كانت الغيرة في غير ريبة سبباً في شقاء الأسرة , وهدم المسكن الآمن الذي بنياهُ معاً , فالريبة والشك في شريك الحياة أمر عظيم جداً نهى عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم , قال جابر رضي الله عنه:
( نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم ويطلب عثراتهم ) [رواه مسلم] .
فلا يصح أن يسيء الرجل الظنّ بزوجته أو المرأة بزوجها, وليس له أن يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها, فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية .
الغيرة أمرٌ ضروري , فهذه أم المؤمنين عائشة تغار من أم المؤمنين خديجة وهي تحت الثرى , لأن حبيبها محمد يذكرها دائماً بخير , وتغار من صاحبات خديجة , وتغار من نسائه حين يرسلن له طعاماً إلى بيتها, وتقول
( ومالي لا يغار مثلي على مثلك ) وذاك ذو النورين رضي الله عنه لما دخلوا بيته ليقتلوه أرادت زوجته نائلة أن تدافع عنه, فظهر شعرها, فصرخ فيها قائلاً:
( خذي خمارك فلعمري لدخولهم عليّ أهون من حرمة شعرك )وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
( لا تكثر الغيرة على أهلك فتُرمى بالسوء من أجلك ) هذا قول عليّ صهر النبيّ صلى الله عليه وسلم , والذي كان يغار على زوجته فاطمة الزهراء من عود الأراك , وذلك حين قال يداعبها :
حظيتَ يا عـود الأراك بثـغـرها *** أما خفتَ يا عود الأراك أراكا
لو كنتَ من أهل القتال قتلتك *** ما فـاز مـني يا سـواك سـواكا هذا رجل يداعب زوجته ويبين لها انه يغار عليها حتى من عود السواك الذي تعبث به في فمها, فكيف بربكم تكون غيرته عليها من الآخرين ؟
وكان عمر والزبير رضي الله عنهما غاية في الغيرة على الأعراض ، وقد كانا يغاران من خروج نسائهما إلى المسجد .
ويروي ابن كثير أن امرأة ادعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار, وجاءت بـبيـنـّة تشهد لها به, فقال القاضي: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة, عندها قال الزوج: لا تفعلوا هي صادقة فيما تدعيه. لقد أقر بما ادعت حتى لا تكشف وجهها أمام الأغراب, ليصون زوجته من نظراتهم, فلما سمعت ذلك من زوجها قالت : هو في حلٍ من صداقي !!
هكذا كان حال الصحابة ومن جاء بعدهم , فكيف هو حال غيرتنا على زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا ؟ كم من الرجال الذين يصلّون الخمس فرائض في المسجد وقد حجوا البيت واعتمروا , ومع ذلك ترى بناتهم قد اتخذن السفور صاحباً, والعطور صديقاً , والانحلال والبُـعد عن الطريق المستقيم .. موضة وتقدما ؟
كم من الأزواج مَن لا يكترث إن جلست زوجته مع رجال أجانب ؟ وتحدثت معهم بما لا يليق , واستأنست معهم ومازحتهم ؟ وكم منهم من لا يغار على محارمه إن سمع أحدهم يتغزل فيها ويذكر محاسنها أمامه, وقد صدق صلى الله عليه وسلم لما قال :
( ثلاثة لا يدخلون الجنة : الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر, قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه , فما الديوث ؟ قال: الذي لا يبالي مَن دخل على أهله )فالغيرة المحمودة بين الزوجين ــ كما قال البعض ــ تؤجج نار الحب بينهما, فالزوجة تشعر بالسعادة عندما ترى أن زوجها يغار عليها .... من أبيها, وأخيها ومحارمها, و حتى من أبنائه.
إن حياة الغيرة التي يحياها المجتمع المسلم، والتي يسمو بها فوق النجوم رفعة، ويرتقي بها إلى أعلى المنازل فضلاً وطهرًا، يقابلها في المجتمعات الكافرة في الشرق والغرب حياة الدياثة والخباثة والقذارة والحقارة واللوثة والنجاسة، والذلة والمهانة، التي قد تترفع عنها بعض الحيوانات حيث تغار فحولها على إناثها، ويقاتل الفحل دون أنثاه كل فحل يعرض لها حتى تصير إلى الغالب. وصدق والله أئمتنا حين قالوا: إن كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها قلت الصيانة في نسائها.
فيا معشر الرجال توددوا إلى نسائكم, وأشعروهنّ بالغيرة عليهنّ, فالمرأة تفرح وتسعد بهذه الخصلة في زوجها, وترى أنها في عينيّ زوجها ملكة متوجة ,لا يـسمح لأيٍ كان أن ينظر إليها أو يكلمها . والله إني لأعرف من النساء الكثير, ليست ذات جمال, ولا دين, ولا علم .. وهي سعيدة , لأن زوجها يغار عليها !!
أفلا تجعل هذه الغيرة المحمودة أنشودة تتغنى بها , كما قال أحدهم :
إني أغار عليك من عينيك
من بائعات الورد في خديك
من فاحم الشعر الكثيف محوري
كالليل مسدولاً حتى كتفيك
عند انفراج السحر من شفتيك