الكافر كغيره يصيب بالعين
سؤال: هل صحيح أن الكافر لا يصيب المسلم بالعين- أي بالحسد-؟ وما هو الدليل؟
الجواب: ليس بصحيح؛ بل الكافركغيره قد يصيب بالعين .
من الناس من يقدر أن يصيب من أراد بالعين ومتى أرادوا
سؤال: سمعنا أن هناك بعض الأشخاص لهم قدرة الإصابة بالعين لمن أرادوا ومتى أرادوا فهل هذا صحيح؟
الجواب: لاشك أن العين حق كما هو الواقع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " العين حق ولو كان شيء سابق للقدر لسبقته العين " ، وفي حديث آخر: "إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر" ، أي يحصل بها الموت أما حقيقتها فالله أعلم بذلك.
ولاشك أنها تكون في بعض الناس دون بعض، وأن العائن قد يتعمد الإصابة فيحصل الضرر، وقد لا يتعمد الإصابة فتقع منه بغير قصد ضرر، وهناك من يحاول الإصابة ولا يقدر عليها.
وقد أمر الله بالاستعاذة من العائن، فهو داخل في قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) سورة الفلق ، وبالاستعاذة من شره يحصل الحفظ والحماية، والله أعلم .
هل العين يؤثر في المعاين وهل هذا يخالف القرآن
سؤال: اختلف بعض الناس في العين فقال بعضهم: لا تؤثر لمخالفتها للقرآن الكريم. فما القول الحق في هذه المسألة؟
الجواب: القول الحق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهي: "إن العين حق " ، وهذا أمر قد شهد له الواقع ولا أعلم آيات تعارض هذا الحديث حتى يقول هؤلاء إنه يعارض سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سببا، حتى إن بعض المفسرين قالوا في قوله تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ } (51) سورة القلم قالوا: إن المراد هنا العين.
ولكن على كل حال سواء كان هذا هو المراد بالآية أم غيره فإن العين ثابتة وهي حق لا ريب فيها والواقع يشهد لذلك منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم.
ولكم من أصيب بالعين فماذا يصنع؟
الجواب: يعمل بالقراءة وإذا علم عائنه فإنه يطلب منه أن يتوضأ ويؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يعطى للمعائن يصب على رأسه وعلى ظهره ويسقى منه وبهذا يشفى بإذن الله، وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الطاقية وما أشبه ذلك ويربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب ورأينا ذلك يفيده حسبما تواتر عندنا من النقول فإذا كان هذا هو الواقع فلا بأس باستعماله لأن السبب إذا ثبت كونه سببا شرعاً أو حسا فإنه يعتبر صحيحا، أما ما ليس بسبب شرعي ولا حسي فإنه لا يجوز اعتماده؛ مثل أولئك الذين يعتمدون على التمائم ونحوها يعلقونها على أنفسهم ليدفعوا بها العين فإن هذا لا أصل له سواء كانت هذه من القرآن الكريم أو من غير القرآن الكريم، وقد رخص بعض السلف في تعليق التمائم إذا كانت من القرآن الكريم ودعت الحاجة إليها .
كيفية العلاج من العين وهل التحرز منها يخالف التوكل
سؤال: هل العين تصيب الإنسان؟ وكيف تعالج؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل؟
الجواب: رأينا في العين أنها حق ثابت شرعا وحسا قال الله تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} (51) سورة القلم ، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها: أي يعينوك بأبصارهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين وإذا استغسلتم فاغسلوا)) رواه مسلم.
ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث أن لبط به، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له: أدرك سهلاً صريعا، فقال: " من تتهمون؟ " قالوا: عامر بن ربيعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبته وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه، وفي لفظ: يكفأ الإناء من خلفه" والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره.
وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي:
1- القراءة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا رقية إلا من عين أو حمة" ، وقد كان
جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك " .
2- الاستغسال: كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب.
أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل، وكذلك الأخذ من أثره، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه والله أعلم.
والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحق وإسماعيل عليهما السلام " رواه البخاري .
من يموت بسبب العين ليس له زيادة فضل
سؤال: هل لمن يموت بسبب إصابته بعين فضل أو زيادة أجر؟
الجواب: لا أعلم أنه له زيادة أجر أو فضل لأن هذا من الأمور التي يبتلي الله بها العبد، اللهم إلا أن يقال هذا يشبه من مات بغرق أو حرق، وعلى كل يرجى له الخير، أما الجزم في ذلك فلا نستطيع الجزم به.