العلماء والفقهاء: لا حج بدون تصريح..!
المفتي العام:هيئة كبار العلماء وافقت على القرار بالاجماع.
الشيخ الفوزان: لا تجوز مخالفة ولي الامر.
الشيخ المنيع: من حج بدون تصريح آثم.
الشيخ الماجد: هذا من السياسة الشرعية التي يجب الالتزام بها.
الشيخ الخضير: الحج لايكذب ولا يخالف ولا يتحايل على الانظمة.
الشيخ الشبيلي: الصدقة بتكلفة الحج أولى.
" لا حج بدون تصريح" ..الشعار الذي كثفت الجهات المسئولة عن الحج تنفيذه هذا العام ., لراحة الحجيج , ومنع الازدحام , والقضاء على ظاهرة الافتراش في الطرقات والشوارع , وما تتسبب فيه من مشكلات كبيرة , وقبل كل ذلك ان مناطق المشاعر محدودة ولا تستوعب إلا الإعداد المقررة لكل دولة بما فيها المملكة , التي وضعت ضوابط لمن يريدون أداء فريضة الحج , سواء للمقيمين أو للمواطنين , وحددت مدة خمس سنوات , بين الحجة والأخرى , لمن يريدون تكرار الحج .
العلماء والفقهاء أكدوا على ضرورة الالتزام باستخراج تصريح الحج, وعدم جواز مخالفة الأنظمة , بل هناك من العلماء من اعتبر من يخالف الأنظمة في الحج , ويذهب للحج دون الحصول على تصريح من الجهات المختصة , فهو آثم، موقع (الفقه الإسلامي) استطلع آراء العلماء والفقهاء حول هذه القضية , وطرح عدة تساؤلات من أهمها : ما حكم من يتحايل على الأنظمة الخاصة بالحج؟ وهل من يحج دون تصريح للحج يقع في إثم؟ وما هي الآثار المترتبة على الحج دون تصريح؟
قرار هيئة كبار العلماء
في البداية يؤكد مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ على ضرورة الالتزام بتوجيهات ولي الأمر وإتباع الأنظمة والتعليمات , وقال : أن ولي الأمر لم يصدر قرار الحج بتصريح عبثا، بل ان هذا جاء نتيجة كثرة التقارير التي تأتي بشكل يومي لولي الأمر عن الزحام وكثرة الناس , ولذلك أصدر هذا القرار لمعاناته ومراقبته للوضع وعلمه بحال الحجاج .
وقال المفتي العام : إن هذا القرار عرض على هيئة كبار العلماء في حياة والدنا وشيخنا عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- ، ومن هو في إيمانه وعلمه وورعه؟. واكتسب الأغلبية فأصدرت قرارها، مؤكدا أنه يجوز لولي الأمر تنظيم المدة لخمسة سنوات، ودعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من أدى فريضة الحج أن يلزم الانتظار، ويتقيد السمع والطاعة بالمعروف ويستجيب لقرار ولي الأمر، وقال : أن التحايل على الأوامر والأنظمة لا يجوز أبدا.
اثم وعاص..
من ناحيته أكد الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع (عضو هيئة كبار العلماء): أن من حج بدون تصريح حج يعتبر عاصيا وآثما ، مشيرا إلى أن العاصي إثمه عند الله الذي هو يقدره . وأضاف إن من يحج بهذه الطريقة فحجه صحيح ولكنه “ عاص” إن شاء الله عاقبه وان شاء غفر له مثل المرأة التي تحج بدون محرم . وطالب الشيخ المنيع بإتباع أوامر أولياء الأمر وعدم عصيانها في استخراج تصاريح الحج ، مؤكدا أن أولياء الأمر لم يصدروا مثل هذه القرارات وغيرها إلا لمصلحة الجميع ومنفعتهم لأنهم الأعرف لما ينفعنا ولما يضرنا .
لا تجوز مخالفة النظام
ويقول الشيخ صالح الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء) بأنه لا تجوز مخالفة الأنظمة, والحج بدون ترخيص وتعريض الإنسان نفسه للمسؤولية , وقد يرتكب بسببها محظورات في الإحرام , ولا يؤدي الحج على الوجه المطلوب , بسبب كثرة الزحام , مما يجعله يترخص في أداء المناسك فيكون حجه ناقصا, وقد يكون غير صحيح ,بسبب ما يترك من المناسك , ولا يؤديها على الوجه المطلوب , ولاسيما النساء لما يتعرضن له من الخطر الشديد والمشقة الصعبة.
من السياسة الشرعية
ويرى الشيخ سليمان الماجد ضرورة الالتزام باستخراج تصريح الحج , وقال : الأصل الالتزام بذلك ؛ لكونه صدر من الحكومة التي تجب طاعتها ، ولأن فيه تنظيماً للحجاج ، وهو داخل في باب السياسة الشرعية الصحيحة .
مبني على فتاوى شرعية
أما الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير فقال : أوَّلاً تَصريح الحج وقرار تحديد خمس سنوات مَبْنِيّ على فتوى من أهلِ العِلم، ومُخالَفَتُهُ لا شكَّ أنَّها مُخالفة لولِيِّ الأمر الذِّي لُوحِظَ فيهِ المَصْلَحَة، ولُوحِظَ فيهِ أيضاً البِناء على قولِ أهلِ العلم، فلا ينبغي مُخالفة هذا الأمر؛ لكنْ إنْ رَأى الشَّخص أنْ يَحُجّ امتِثالاً لِما وَرَدَ من الأحاديث الكثيرة في التَّرغيبِ في الحج، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك لا كَذِب، ولا رِشْوَة ولا احتِيَال ولا ارتِكابِ محظُور، فَيُرْجَى؛ أمَّا إذا أدَّى ذلك إلى الكذب أو رِشْوَة، أو تَحَايُل، أو ارْتِكاب مَحْظُور كما يُفْعَل الآن، بَعْضُهُم يَرْتَكِب مَحْظُور ويدخُل ويَتَجَاوز المِيقات بِثَِيَابِهِ، هذا كُلُّهُ لا يَجُوز، ولا يُسَوِّغ لهُ ذلك.
الصدقة بتكلفة الحج أولى
أما الدكتور يوسف بن عبد الله الشبيلي أستاذ الفقه في المعهد العالي للقضاء، فهو يرى أن من لم يتمكن من الحصول على تصريح الحج فالأفضل له عدم الحج طاعة لولي الأمر وتوسعة على المسلمين. وأكد فضيلته بأن له أن يتصدق بمال ليعين من لا يقدر على نفقة الحج وله بذلك مثل أجره، لقوله صلى الله عليه وسلم " من جهز غازياً فقد غزى".
تعليقات حول الموضوع
1 - مسألة تهم جميع المسلمين
متابع - 04/01/31 08:13:00 م
مسألة الحج بدون تصريح متعلقة بشعيرة أمر الله بتعظيمها وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ركن من أركان الاسلام العظام، وهي فريضة متعلقة بجميع المسلمين والفتوى في هذه المسألة تحتاج الى النظر في أمور معددة منها: 1- أن تكون الفتوى بمشاركة العلماء من جميع بلدان المسلمين وتكون اجتمعاتهم لأجل الفتوى بعيدة عن أي ضغوطات سياسية لأي دولة لما يحصل أحيانا في عالمنا العربي والإسلامي من تسييس للفتاوى، وأحيانا أخرى مراعاة لعدم أثارة ولاة الأمر والميل لجانبهم ولو كان على حساب مصلحة عامة المسلمين، ولعله لو كانت اجتماعاتهم في دولة خارجية وتصويتهم على الفتوى يتم بعد النقاش فيها المداولات دون إظهار الأسماء. 2- ينبغي النظر إلى شعيرة الحج أنها مصدر كبير من مصادر توحيد المسلمين وإصلاح أوضاعهم ولذا فحث أكبر عدد من المسلمين على الحضور مع الاستعداد لذلك بما يكون سبب لإصلاحهم مطلب شرعي، وألا يعتبر الحج بأنه عبء على المملكة، بل الواجب على هذه البلاد إذا أرادت أن تكون رائدة للأمة الاسلامية كما هو الظاهر لمن يتولى شؤون الحرمين فينبغي أن يكون هذا ديدنها لا العكس. وإن لم ننظر لها من هذه الزاوية فلننظر لها من زاوية الاقتصاد وليشهدوا منافع لهم فكثر من الدول اليوم تبحث عن السياح وتبذل في سبيل ذلك وسائل الدعاية والترغيب لهم، وتوفر لهم الكثير من الباطل في سبيل الشيطان والنزوات الشهوانية المحرمة، فهل عجزنا أن ننظر من هذه الزاوية ولكن في سبيل الخير وتعبيد الناس لله بتيسير سبيل الحج لهم وتكثير سوادهم، وأن ذلك سيجلب لهذه البلاد ولسكانها منافع كبيرة. 3- ينبغي النظر في النسب التي تعطى للدول الاسلامية وهل هي كافية؟ أم أنها تحول بين أعداد كبيرة من المسلمين المستطعين فيحرموا من أداء الحج بسببها، بل إن بعض الدول لا يمكن أن يأتي الدور في الحج على الفرد منهم بحسب النسبة إلا بعد مائة عام، فينبغي أن ينظر إلى هذه المسألة من زوايا متعددة لأن بعض هؤلاء المسلمين الذين حرموا من الحج، سينظرون الى أن من منعهم هذه الدولة التي تشرف على شؤون الحرمين ولا يعنيهم في كثير أو قليل المبررات التي تقول أن هذا تم بتنسيق مع دولهم لأنهم يعلمون أنه لو سمح لهذه الدول بزيادة الاعداد فلن تمانع دولهم ولكن حال تلك الدول يقول لشعوبهم: مكره أخاك لابطل، مما يحمل شعوب العالم الاسلامي على عدم الرضا على من يتولى الحرمين بل الحقد عليهم والدعاء في زوال دولتهم وهو ما قد يعتلج في صدورهم لا مما تظهره وسائل الاعلام، ولو عمل استفتاء على شعوب العالم الاسلامي من جهة تريد الخير لبلاد الحرمين لا المداهنة لاستبانت الأمور على حقيقتها وفي هذا مصلحة عظيمة للبلاد وللمسلمين. 4- ينبغي لمن ينظر في فتوى التصريح للحج وتحديد النسب لأعداد الحجاج أن ينظر بعين الإنصاف والواقع: أ- في ما تم من تطوير المشاعر لاستيعاب الحجاج، وما يبذل لذلك على سبيل الواقع المتناسب مع الزيادة المطردة في أعداد المسلمين وتطور سبل وصولهم وتنقلهم لبلاد الحرمين. ب- وفي مراعاة الفتاوى الشرعية التي صدرت في فريضة الحج منذ سنوات عدة وهل راعت تغير الزمان والظروف المرتبطة بالحج. أم أن الفتاوى التي صدرت أوما يتعلق بتطوير المشاعر كانت سببا في التضيق على المسلمين والتقليص في أعداد الحجاج. ينبغي النظر في ذلك بعيدا عن التعصب لدولة أو التحامل عليها بل تنظر في ذلك جهات كما قلت تريد الخير لهذه البلاد وللاسلام والمسلمين، ولا يجرمننا خوف قوم أو مراعاة مشاعرهم على الا نعدل في أحكامنا وونقيم القول بالقسط ولا نخسر الميزان. وأخيرا ينبغي أن نعلم أن الله يغار على حرماته وحرمه وهو المطلع على السر وأخفى وهو يعلم حقا ما بذل ويبذل في سبيل خدمة وفده وزوار حرمه وضيوفه. وقد سهل الله لهذه البلاد كنوزا من الأرض ما أوجفنا عليها من خيل ولا ركاب بل الله من بها، وليس لسود العيون قوم أو زرقتها، ولكن لينظر كيف يصنعون بها في الأرض وكم النسبة التي تخصص منها لبيته الحرام وهل توازي شيئا مما يخصص لأمور أخرى لا أريد الإساءة لهذا المقال بذكرها وصدق الله القائل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت:67) والقائل: (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: من الآية28) والقائل: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (القصص:57)
أبلغ عن إساءة
هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
اسمك *
عنوان التعليق *
التعليق يقبل السؤال باللغة العربية فقط *