بعض مناقب قبيلة مزينة
روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع ، موالي ليس لم مولى دون الله ورسوله)).
وعن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ارأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيراً من بني تميم وبني أسد ومن بني عبدالله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة ؟ فقال رجل خابوا وخسروا فقال : هم خير من بني تميم ومن أسد ومن بني عبدالله أبن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة. وفي لفظ ( والذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم)).
قال الحافظ رحمه الله : هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر وبني تميم بن مر وغيرهما من القبائل فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولاً فيه من أولئك فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك .
وقال أبن شبه: لما قدم الناس المدينة وكثروا بها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يرحم الله رجل كفانا قومه)) فقام سبيع بن نصر فقال من كان هاهنا من مزينة فليقم فقامت حنى خفت المجالس)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يرحم الله مزينة ثلاث مرات)).
وقال أبن كثير في البداية(( قال محمد بن عمر الواقدي ، حدثنا كثير بن عبدالله المزني عن ابيه عن جده ، قال : كان أول من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضر أربعمائة من مزينة وذاك في رجب سنة خمس فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة في دارهم (( أنتم مهاجرون حيثُ كنتم فارجعوا إلى أموالكم )).
قال الحافظ اخرج تمام في فوائده من طريق مساور بن شهاب بن مسروق بن سعد بن أبي الغادية حدثني أبي أن أبيه عن جده عن سعد عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة من الصحابة فمرت به جنازة فسأل عنها فقالوا من مزينة ، فلما جلس ملياً حتى مرت الثانية فقال : ممن ؟ قالوا. من مزينة . فلما جلس ملياً حتى مرت به الثالثة فقال ممن ؟ قالوا من مزينة فقال (( سيرى مزينة لا يدرك الدجال منك أحد)) الحديث.
وقد قاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ، وكان عددهم ألف،كذلك ذكر المؤرخون ان عدد المجاهدين في فتح مكة يزيدون عن ألف مقاتل وهذا عدد كبير في تلك الحقبة الزمنية.
كذلك بعث عمر رضي الله عنه مدداً لأهل العراق فبعث بلالَ بن الحارث في أربعمائة من مزينة إلى القادسية .
كما أن النعمان بن مقرن قائد معركة نهاوند المعروفة بفتح الفتوح كان من مزينة.
ومن مزينة العديد من الصحابة رضوان الله عليهم وقد روى أكثرهم العديد من الأحاديث الشريفه .
أخرج الطبري من طريق البختري عن المختار بن عبدالرحمن بن معقل بن مقرن كانوا عشيرة نزلت فيهم(( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر)) الآية.
كذلك أنزل الله عز وجل (( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن )) الآية في جُمْل بنت يسار المزني .
ويقول مساعد المسلم في كتاب قبيلة مزينة في الجاهلية ولإسلام أنه أخبره سند بن سبيل الحصني أنه قد أخبره ذعار بن بتلا أمير الغيادين من بني عمرو من حرب قال (( كنا عند الملك عبدالعزيز آل سعود في مجلسه وعنده وجوه العرب ورؤساء القبائل . فقال رجل من رؤساء عتيبة يا عبد العزيز حنا نقول انا خير من مطير ، ومطير يقولون إنهم خير منا . وجعلناك حكماً بيننا ونحن راضين بما تحكم به.
فقال : عليكم بوجوه العرب فاسألوهم فهم أعلم بكم . فقالوا لا نرضى إلا بحكمك والحّوا عليه في ذلك. فقال : أما إذا أبيتم إلا حكمي ، فأما أنتم يا عتيبة فلكم كذا وكذا من المفاخر وعليكم كذا وكذا . وأجاب المطيري بما وافقه عليه الجميع ورضوا به .
هنا وقف ذعار بن بتلا وقال : وحن يا طويل العمر فأنا هنا حاضر عن حرب فما ترى فينا؟ فقال : أما أنتم يا حرب فإنكم قسمين فأما أنتم يا بني عمرو كإخوانكم مطير . وأما بني سالم وبالأخص مزينة فكلها خير وبإذن الله إنه لم تكن تحت راية إلا وتنتصر شهدت بذلك لها مشاهد الإسلام الأولى .