مقدمــة
الحمد لله حمدا ملؤه الثناء كما يليق برب الأرض والسماء، حمـدا مدخــرا الى يــوم اللقاء ، والصلاة والسلام على قدوة الرسل والأنبياء نبينا محمد حامل اللواء ، وعلى آله وصحابته النجباء ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد: فانه بعد توفيق الله وكرمه ومنـه ، تـم بحمــد الله وضـع الأسـس الصحيحــة لصفحة الرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، وعلى مرجعية علميـة تفيد باذن الله كـل باحث وطالب علم وطالب للحق ، فان كان هناك قصـور فهـذا هـو حـال الانسان في ذلك والكمال لله وحـده ، وان كان هنــاك خطأ فهـو عـادة ملازمـة لابــن آدم وخيــر الخطاءين التوابون ، و الخطأ من نفسي و من الشيطان ، استغفــر الله وأتوب اليــه وان كان صوابا فهو من توفيـق الملك الديـان ( و ما توفيقي الا بالله ) والحمـــد لله على ذلك. وقد رأيت أنه لاتمام الفائدة واعطاء الموضوع قوة واستنـادا أن أستشهــد بكلام أهل العلم نجوم الدجى من هيئة كبار العلماء رحم الله مـن مات منهــم وبـارك في أعمار الباقين منهم ونفعنا بعلمهم جميعا فجزاهم عن الاسلام وأهله خير الجزاء. لذا فاني استندت على فتواهم فـي مجــال الرقى والعلاج بالقـرآن وما يمـس عقيــدة المسلم سائلا الله أن ينفع بها من يطلع عليها من المسلميـن وآخر دعوانــا أن الحمـد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه
فتوى رقم2392 من كتاب فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الافتاء
س: ما حكم التداوي من القرآن و التراقي و اتخاذ المعوذات و التمائم منه؟
ج : أولا: يجوز التـداوي بالقـرآن لما ثبـت في الصحيحيـن من حديـث ابـي سعيـد الخدري قال: ( انطلق نفر من أصحـاب النـبي صلـى الله عليـه و سلــم فـي سفــرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أان يضيفوهـم ، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقـال بعضهـم : لـو أتيتـــم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم بعض شيء ، فأتوهــم فقالوا : أيها الرهط ان سيدنا لدغ و سعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عنـد أحـد منكم مـن شيء ؟ فقال بعضهم: نعم ، و الله اني لأرقي ، و لكن استضفناكم فلم تضيفونا فمــا أنا براق حتى تجعلوا لنا جعل فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليـه و يقرأ ( الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال فانطلـق يمشـي و مـا به قلبـة . قال : فوفهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، قال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له ذلك فقـال : " ما يدريك أنها رقية" ثم قال : " لقد أصبتم اقتسموا و اضربوا لـي معكـم سهــما " . فهذا الحديث يدل على مشروعية التداوي بالقرآن . ثانيا: أما اتخاذ التمائم منه فذلك لا يجوز في أصح قولي العلماء لعمـوم الأحاديث الدالة على تحريم التمائم سدا للذريعة . والله ولي التوفيق و صلى الله على نبينـــا محمد و آله و صحبه و سلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الأفتاء عضو الرئيس
عبدالله بن قعود عبدالعزيز بن عبدالله بن باز