الدعوة الإصلاحية
بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته بعد حفظه للقران و تعلمه العلم الشرعي والسفر لمكة والمدينة لتلقي العلم على علمائها وما شاهده من بعض الأفعال المنكرة التي يفعلها أكثر العوام والتي أكثر العلماء عبر العصور من التحذير منها بشدة كدعاء الأموات واعتقاد النفع والضر فيهم وتقبيل القبور والتمسح بها والطواف بها وغيرها من المعتقدات الباطلة التي هي شرك أو تقود إلى الشرك بالله عز وجل كما يعتقد بعقيدة السلف الصالح من علماء المسلمين خاصة من القرون الفاضلة من وصف الله سبحناه وتعالى بما وصف به نفسه أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم بغير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل. وسافر للبصرة لتلقي العلم وقد أوذي كثيرا هناك بسبب دعوته وأراه والنقاشات بينه وبين علماء البصرة في التوسل بالقبور والأضرحة وغيرها فخرج منها إلى الزبير ثم الأحساء وتلقى العلم هناك ثم عاد إلى حريملاء وبدأ إعلان دعوته وصار له تلاميذ وألف كتابه الأشهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وقد انتشر الكتاب بين طلبة العلم ،و بعد محاولة قتله من العبيد الذي أنكر عليهم الكثير من أعمالهم ، خرج الشيخ بعدها إلى العيينة وكان أميرها عثمان بن حمد بن معمر الذي أيده ونصره وتزوج الشيخ من الجوهرة بنت عبد الله بن معمر وبدأت الدعوة الإصلاحية بهدم الأشجار وسار الشيخ مع جيش بن معمر لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب فهدمها الشيخ بيده وأقام حد الرجم على زانية محصنة أرادت التطهير بالحد ، و أقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يراه ، فبدأ صدى الدعوة ينتشر فبدأت المخاصمة من بعض العلماء الذين راسلوا علماء مكة والمدينة و البصرة ثم شكوه إلى حاكم الأحساء رئيس بني خالد سليمان بن محمد آل حميد لخروجه عما يعتقدون أنه إجماع المسلمين فأرسل لأبن معمر يطلب منه قتل الشيخ وإلا فأنه سيقطع عنه الخراج فأمر بخروج الشيخ من العيينة فتوجه الشيخ لأحد طلابه في الدرعية.
بعدما وجه الشيخ إلى الدرعية توافد عليه الطلاب ومنهم ثنيان بن سعود و مشاري بن سعود أخوة أمير الدرعية محمد بن سعود ولم يكن الأمير مهتما للشيخ إلا بعد طلب زوجة الأمير موضي بنت أبي وطبان من الذهاب إليه ونصرته ، وطلب ثنيان و مشاري من الأمير أن يذهب إليه بنفسه فألتقى الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود وكان الأمير يخشى بعد نصرته أن يفارقه الشيخ ويستبدل غيره وأن يمنعه من الأموال التي يأخذها من الأهالي فرد الشيخ بأن الدم بالدم والهدم بالهدم وأما الأموال فلعل الله يعوضه بخير منها وبدأ ما يعرف بميثاق الدرعية في 1745 وهو بداية لقيام الدولة السعودية الأولى