رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة)"رضي الله عنها"...
--------------------------------------------------------------------------------
[TABLE="width:70%;background-image:url('http://www.te3p.com/vb/images/toolbox/backgrounds/4.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][frame="3 80"] "بسم الله الرحمن الرحيم"....
السيدة رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة). صحابية جليلة، فهي ابنة زعيم قريش أبو سفيان، وأخت كاتب الوحي (معاوية) الخليفة الأموي المشهور، وزوجة خاتم النبيين محمد صلى الله عليـه وسلـم.
قبل أن تتزوج من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوجة لعبيد الله بن جحش، هاجرت معه إلى الحبشة، وأنجبت له ابنتها "حبيبة" وهناك تنصّر زوجها، فوقفت وقفة المرأة المؤمنة بالله ورسوله وانفصلت عنه.
زواج أم حبيبة:
علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بانفصالها عن زوجها، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، وأصدقها النجاشي أربع مئة دينار، فرحت أم حبيبة بطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للزواج منها أشدّ الفرح ووكلت ابن عمها خالد بن سعيد بن العاص في عقد زواجها، وعندما علم أبوها (أبو سفيان) بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح وقال:
"ذاك الفحل، لا يقرع أنفه"!
ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذا الزواج خفّت البغضاء في نفس أبي سفيان على الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان هذا الزواج المبارك دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، وزوال الحقد والضغينة، وصفاء النفوس بين المتخاصمين.
أبو سفيان في بيت أم حبيبة:
عندما نقض مشركو مكة صلح الحديبية، خافوا من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة ليفاوض الرسول بتجديد الصلح، وفي طريقه إلى النبي عليه الصلاة والسلام مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها، وعندما همّ بالجلوس على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم سحبته من تحته وطوته بعيداً عنه، فتعجّب أبو سفيان وقال لها:
"أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني؟ أم بي عنه؟"
فأجابته:
"بل به عنك، لأنه فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل نجس غير مؤمن".
فغضب منها، وقال: "أصابك بعدي شر".
فقالت: "لا والله بل خير".
دورها في رواية الحديث الشريف:
روت أم حبيبة -رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وستين حديثاً نبوياً شريفاً، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين.
ولها حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة، فعن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت:
"دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له:
هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟
فقال: أفعل ماذا؟
قلت: تنكحها.
قال: أو تحبين ذلك؟
قلت: لست لك بمخلية، وأَحَبُّ من شركني في الخير أختي.
قال: فإنها لا تحل لي.
قلت: فإني أُخبرت أنك تخطب درة بنت أبي سلمة؟
قال: بنت أم سلمة؟
قلت: نعم.
قال: لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأباها ثويبة فلا تعرضنَّ عليَّ بناتكنَّ ولا أخواتكنَّ".
كذلك حديثها في فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن.
كما أنها ذكرت أحاديث في الحج، كاستحباب دفع الضعفة من النساء وغيرهن من المزدلفة إلى منى في أواخر الليل قبل زحمة الناس، كما أنها روت في وجوب الإحداد للمرأة المتوفَّى عنها زوجها.
وروت أحاديث في أبواب الصوم، والدعاء بعد الأذان، وفي العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة، وغيرها من الأحاديث التي كانت تصف أفعال الرسول- عليه الصلاة والسلام- وأقواله.
وفاتها:
توفيت أم حبيبة "رضي الله عنها" سنة 44 هجرية في خلافة أخيها معاوية رضي الله عنه، ودفنت في البقيع، وكانت قد دعت عائشة- أم المؤمنين- قبل وفاتها، فقالت:
"قد يكون بيننا وبين الضرائر فاغفري لي ولك ما كان من ذلك".
فقالت عائشة:
"غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك".
فقالت أم حبيبة:
"سررتني سرَّكِ الله".
وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها: مثل ذلك، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت، وهو طلب المسامحة من الناس، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين- رضوان الله عليهن أجمعين
[/frame]