ادويه علاج الامراض النفسيه الاكتئاب
--------------------------------------------------------------------------------
الاكتئاب المرضي" والذي يعد من أكثر الحالات المرضية شيوعاً في العالم فهو يصيب ما يقرب من 15-20% من النساء وما يقرب من 8-12% من الرجال ويسبب صعوبات متعددة تتفاوت من الفشل العملي والوظيفي إلى الانعزال الاجتماعي والفشل الفردي.وقد كان الاكتئاب ظاهرة معروفة لكنها ليست من الحالات القابلة للعلاج الدوائي، فاكتفت المدرسة التحليلية النفسية بطرح التحليل النفسي كعلاج للاكتئاب ومدارس أخرى طرحت علاجات أخرى للكآبة حتى ظهر في منتصف القرن الميلادي مجموعة أدوية تخفف من الكآبة وسميت هذه الأدوية بالأدوية ثلاثية الحلقة بسبب أنها تشترك في وجود حلقة من ثلاث أجزاء في تركيبها الكيميائي ووجد أن لهذه الأدوية فاعلية عالية من حيث تخفيف أعراض الاكتئاب وبعد ذلك وفي الثمانينات ميلادية بدأت حركة تصنيع دوائية بناء على دراسة مفعول مضادات الاكتئاب القديمة ومدى تأثيرها على النواقل العصبية في الدماغ وانطلقت منذ ذلك الحين فترة تاريخية من حيث دراسة الدماغ البشري وتأثير هذه الأدوية عليه.,وهنا نتحدث عن أبرز الأدوية المستخدمة حالياً في علاج الاكتئاب من حيث الفاعلية وكذلك من حيث الأعراض الجانبية.ونذكر هنا بأن هذه المقالة ليست بديلاً عن المراجعة الطبية اللازمة ولا عن مراجعة النشرة المرفقة مع كل دواء لكنها مجرد مقالة تثقيفية عن أدوية الاكتئاب.مفاهيم خاطئةوقبول الدخول في وصف بعض أدوية الاكتئاب أن أدوية الاكتئاب ليست أدوية مخدرة ولا تسبب الإدمان، كما أنها ليست مهدئة كما يعتقده البعض، لكنها تظل بالإضافة إلى فعاليتها في علاج الاكتئاب لها عدة أعراض جانبية مثل النوم أو الخمول التي تتسبب بها بعض مضادات الكآبة القديمة، ويمكن لها أيضاً أن تسبب الهيجان وعدم القدرة على النوم.. إولهذا فتحديد النوع الموصوف ينبني على اختيار الطبيب بناء على حالة المريض نفسه.أما كون بعض حالات الاكتئاب ترجع بعد ايقاف الدواء، فينبغي التوضيح أن من الكآبة ما يزول بعد العلاج ولا يعود، ومنه ما ينتقل لى مرحلة "الازمان" فيكون مرضاً مزمناً وليس نتيجة إدمان على الدواء مثل الانسولين لمرضى السكر وأدوية الضغط أيضاً، وإذا كان الاكتئاب من النوع المزمن فإنه من المتوقع أن ترجع بعض أعراضه، وعندئذ وينتقل استخدام أدوية الاكتئاب من استعمال مؤقت لمدة أشهر إلى استخدام طويل الأمد لمنع الكآبة من العودة والتأثير على مجريات حياة الفرد.والحد الأدنى لاستخدام دواء الاكتئاب هو ستة أشهر إلى سنة وبعد ذلك يقطع العلاج تدريجياً، وتشير الأبحاث إلى أن ايقاف الدواء قبل المدة المحددة يؤدي بالحالة إلى الرجوع بشكل أسرع مما لو استمر تناول الدواء لمدة 6أشهر إلى سنة، طبعاً هذا في حالة علاج الاكتئاب المرضي الذي لم ينتقل لمرحلة الازمان (أي لم يتحول إلى مرض مزمن).أيضاً من المفاهيم الخاطئة عن أدوية الاكتئاب أنها يجب أن تبدأ عملها ومفعولها بسرعة، بينما الثابت علمياً أنها بطيئة حتى يبدأ مفعولها،وغالباً ما تكون هذه البداية تدريجية حيث يتحسن النوم والنشاط تدريجياً ثم يبدأ مفعول الأدوية المخفف لحالة الكآبة المزاجية، وقد لا يبلغ المفعول مداه قبل 6أسابيع من بداية الاستعمال، ولهذا دائماً ما ينبه على المريض على تحمل هذه الفترة والاستمرار على الدواء حتى يبدأ مفعوله.ومن المفاهيم اعتقاد البعض أن أدوية الكآبة هي حبة السعادة، وقد تمت دراسة مفعول الأدوية المضادة للكآبة على الناس العاديين الذين لا يعانون من اكتئاب ولم يكن لهذه الأدوية أي مفعول عليهم بل عانوا من بعض الأعراض الجانبية.ومن المفاهيم الخاطئة تخوف البعض من جرعة دواء الاكتئاب فيخفضها على الدوام أو لا يلتزم بها بسبب التخوف المبالغ فيه لكن الحقيقة أنه لا بد من أخذ الدواء بحسب الجرعة المحددة والانتظام عليه يومياً أو حسب الجرعة الموصوفة وعدم التفريط في ذلك، إذ إن هذا التذبذب في مستوى الدواء في الدم يحدث ذبذبة في مفعول الدواء عموماً.أقسام أدوية الاكتئاب تنقسم أدوية الاكتئاب إلى عدة أنواع، نجملها في 3أنواع بحسب شيوع استعمالها:الأول: مضادات الاكتئاب التي تعمل على السيروتونين، والسيروتونين ناقل عصبي ينقل الأوامر والمعلومات من خلية عصبية لخلية أخرى ويكثر في الدماغ، ويصنع من "التربتوفان" داخل جذع الخلايا العصبية، وهو يعمل على مستقبلات داخل كل خلية عصبية، ونوع المستقبل هو الذي يحدد فاعلية السيروتونين، وأنواع هذه المستقبلات كثيرة منها HT3/5-HT2/5-HT1 5وكل نوع يتفرع إلى أنواع أخرى في إبداع الخلق الذي حير الباحثين.وينبني مفعول هذه المضادات على نظرية أن نقص توافر مادة السيرتونين كناقل عصبي يسبب الاكتئاب.لكن لماذا تنقص هذه المادة؟ لا أحد يدري، وإن اتفق الباحثون على أن هذه الظواهر من التعقيد بمكان يصعب الجزم بها، لكن يظل للطبيعة النفسية والوراثة والضغوط ومنهجية التفكير دور في حدوث الاكتئاب وتغير تركيز مادة السيروتونين في الجهاز العصبي.وهذه الأنواع تشمل:1) البروزاك (فلوكستين).2) الفافارين (فلوفكسامين).3) سيروكسان (باروكستين).4) سبرام (سبتالوبرام).5) لسترال (سرترالين).وقد ظهرت هذه النوعية من أدوية الاكتئاب في أول الثمانينات الميلادية، بعد محاولات مخبرية لتركيب دواء يؤثر على السيرتونين ولا يحدث أضراراً جانبية كثيرة مثل الأدوية ثلاثية الحلقة، وظهر فلوفكسامين والفلوكستين في وقت واحد تقريباً، وانتشر الفلوكسينين (البروزاك) انتشاراً هائلاً حتى حاز على شهادات عالمية بسبب الإنجاز الهائل في علاج الاكتئاب الذي حدث بعد ظهوره.وتعد أدوية الاكتئاب هذه من أكثر الأدوية العالمية انتشاراً وتتنافس شركات الأدوية لكسب هذا السوق بسبب انتشار مرض الاكتئاب وحاجة الناس للعلاج منه.ولهذه الأدوية استعمالات أخرى متعددة لعلاج القلق والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري وحالات الاندفاعية الزائدة وبعض الأمراض الأخرى التي سنفردها لاحقاً.وسنفرد في حلقة قادمة الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع من هذه المجموعة.الثاني: الأدوية ثلاثية الحلقة، واشهرها هو توفرانيل وهي من الأدوية ذات الفاعلية الجيدة في علاج الاكتئاب والقلق أيضاً، وهي من أوائل مضادات الاكتئاب اكتشافاً، واستفاد الباحثون منها كثيراً في دراسة كيميائية الاكتئاب وكيف يمكن علاجه.ولا تزال هذه الأدوية مستعملة بكثرة لكن لم تعد الخط الأول في علاج الاكتئاب، وسبب ذلك أنها لها أعراض جانبية كثيرة بالذات في الجرعات المناسبة لعلاج الاكتئاب أما عند استخدامها بجرعات قليلة فإنها لا تسبب أضراراً جانبية كبيرة.من أشهر هذه الأدوية:- توفرانيل (امبرامين).- تربتزول (اميزبتالين).- ليدوميل (مابروتيلين).- انافرافيل (كلوميرابين).- شارونين (اميزبتالين طويل المفعول).وغيرها من الأنواع.وتعمل هذه الأدوية على نواقل عصبية متعددة ولهذا تسبب أعراضاً جانبية متعددة تجعل استعمالها صعباً إلا في الحالات المستعصية.الثالث: أنواع جديدة من مضادات الاكتئاب تضيف إلى النوعين السابقين قوة أخرى بسبب تأثيرها على عدة نواقل عصبية لكن بأعراض جانبية أقل، وتشمل هذه المضادات أدوية مثل ريمزون وفينلافاكسين وترازدون وغيرها كثير.وأخيراً نذكر بأن وإن بدأ أن علاج الاكتئاب سهل وتجرأ البعض وتناول الدواء بدون استشارة طبية إلا أن هناك محاذير كما في كل الأدوية ينبغي الإحاطة بها ولهذا نؤكد على أن أدوية الاكتئاب مثل أدوية الضغط لا تؤخذ إلا تحت مراقبة طبية أما من قبل طبيب نفسي أو طبيب العائلة.