تعريف المخدرات في الفقه الإسلامي
الإسلام هو الوحيد من الأديان ومن بين الأنظمة والقوانين الذي وضع تعريفاً
للـمـخدر
( المسكر ) : هو ما غطى العقل (( وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام )).
والمفتر كما يقـول
الخطـابـي : (( هـو كـل شراب يورث الفتور والخدر ، وهو مقدمة السكر )).
التعريف العلمي للمخدرات
المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الأم .
التعريف القانوني للمخدرات
المخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر
تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا
بواسطة من يرخص له بذلك وسواء كانت تلك المخدرات طبيعية كالتي
تحتوي أوراق نباتها وأزهارها وثمارها على المادة الفعالة المخدرة أو مصنعة
من المخدرات الطبيعية وتعرف بمشتقات المادة المخدرة أو تخليقية وهي
مادة صناعية لا يدخل في صناعتها وتركيبها أي نوع من أنواع المخدرات
الطبيعية أو مشتقاتها المصنعة ولكن لها خواص وتأثير المادة المخدرة
الطبيعية .
أنواع المخدرات تقسم المواد المخدرة
تتعدد المعايير المتخذة أساساً لتصنيف المواد المخدرة تبعاً لمصدرها أو طبقاً
لأصل المادة التي حضرت منها ، وتنقسم طبقاً لهذا المعيار إلى :
1- مخدرات طبيعية
2- مخدرات نصف تخليقية
3- مخدرات تخليقية
* المخدرات الطبيعية
لقد عرف الإنسان المواد المخدرة ذات الأصل النباتي منذ أمد بعيد وحتى الآن
لم نسمع عن بظهور مواد مخدرة من أصل حيواني ، وبالدراسات العلمية ثبت
أن المواد الفعالة تتركز في جزء أو أجزاء من النبات المخدر فمثلاً:
أ- في نبات خشخاش الأفيون تتركز المواد الفعالة في الثمر غير الناضجة.
ب- في نبات الفنب تتركز المواد الفعالة في الأوراق وفي القمم الزهرية.
ج- في نبات القات تتركز المواد الفعالة في الأوراق.
د- في نبات الكوكا تتركز المواد الفعالة في الأوراق.
هـ- أما في جوزة الطيب فإن المادة الفعالة تتركز في البذور.
ويمكن استخلاص المواد الفعالة من الأجزاء النباتية الخاصة بكل مخدر ،
بمذيبات عضوية، وبعد تركيز المواد المستخلصة يمكن تهريبها بسهولة
لتصنيعها وإعدادها للاتجار غير المشروع ومثال ذلك زيت الحشيش وخام
الأفيون والمورفين والكوكايين وفي هذه العملية لا يحدث للمادة المخدرة
المستخلصة أي تفاعلات كيميائية أي أن المخدر يحتفظ بخصائصه الكيميائية
والطبيعية.
* المخدرات نصف التخليقية
وهي مواد حضرت من تفاعل كيميائي بسيط مع مواد مستخلصة من النباتات
المخدرة والتي تكون المادة الناتجة من التفاعل ذات تأثير أقوى فعالية من
المادة الأصلية ومثال ذلك الهيروين الذي ينتج من تفاعل مادة المورفين
المستخلصة من نبات الأفيون مع المادة الكيميائية "استيل كلوريد" أو "اندريد
حامض الخليك " مورفين + استيل كلوريد = هيروين".
* المخدرات التخليقية
وهي مواد تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة
ويتم ذلك بمعامل شركات الأدوية أو بمعامل مراكز البحوث وليست من أصل
نباتي.
ثانياً / تبعاً لتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي وحالته النفسية
كالآتي :
1- مهبطات
2- منشطات
3- مهلوسات
ولقد وجد أن تأثير الحشيش على النشاط العقلي يتغير تبعاً لكمية الجرعة
المتعاطاه فمثلاً يكون الحشيش مهبطاً عند تعاطي الجرعة صغيرة ، ومهلوساً
إذا ما استعمل بكميات كبيرة ، ولذا رؤى وضع الحشيش في مستقلة وأصبح
التقسيم في صورته الجديدة كالآتي:
1- مهبطات
2- منشطات
3- مهلوسات
4- الحشيش
ثالثاً : تبعاً لأصل المادة وتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي أي
بإدماج التقسيمين الأول والثاني
وبذلك يمكن القول أن المواد المخدرة يمكن تقسيمها إلى :
أ- مهبطات :
1- طبيعية .
2- نصف تخليقية .
3- تخليقية .
ب- منشطات :
1- طبيعية .
2- تخليقية .
ج- مهلوسات :
1- طبيعية .
2- نصف تخليقية .
3- تخليقية.
د- الحشيش .
مضار المخدرات كثيرة ومتعددة ومن الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر
بسلامة جسم المتعاطي وعقله ...
وإن الشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى أسرته
وجماعته وعلى الأخلاق والإنتاج وعلى الأمن ومصالح الدولة وعلى المجتمع
ككل.بل لها أخطار بالغة أيضاً في التأثير على كيان الدولة السياسي ..
ونذكر هنا الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية والسياسية.
الأضرار الجسمية *
فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب
باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما تتسبب في قلة النشاط
والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن
مصحوباً باحمرار في العينين ، ويحدث اختلال في التوازن والتأزر العصبي
في الأذنين.
2- يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب
الهوائية وذلك نتيجة تكوّن مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث
ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي.
3- يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه
سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ والامتلاء والتخمة والتي عادة
تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر الأفيون ، والإمساك.
كذلك تسبب التهاب المعدة المزمن وتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم
الطعام كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم
الطعام وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر
في الدم.
4- أتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ويحدث
بها تليفاً وزيادة في نسبة السكر ، مما يسبب التهاب وتضخم في الكبد وتوقف
عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.
5- التهاب في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكوّن المخ
مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية.
6- اضطرابات في القلب ، ومرض القلب الحولي والذبحة الصدرية ، وارتفاع
في ضغط الدم ، وانفجار الشرايين ، ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كرات الدم
الحمراء ، وقلة التغذية ، وتسمم نخاع العظام الذي يضع كرات الدم الحمراء.
7- التأثير على النشاط الجنسي ، حيث تقلل من القدرة الجنسية وتنقص من
إفرازات الغدد الجنسية.
8- التورم المنتشر ، واليرقات وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي في
الشريان الكبدي.
9- الإصابة بنوبات صرعية بسبب الاستبعاد للعقار ؛ وذلك بعد ثمانية أيام من
الاستبعاد.
10- إحداث عيوباً خلقية في الأطفال حديثي الولادة.
11- مشاكل صحية لدى المدمنان الحوامل مثل فقر الدم ومرض القلب ،
والسكري والتهاب الرئتين والكبد والإجهاض العفوي ، ووضع مقلوب للجنين
الذي يولد ناقص النمو ، هذا إذا لم يمت في رحم الأم.
12- كما أن المخدرات هي السبب الرئيسي في الإصابة بأشد الأمراض خطورة
مثل السرطان.
13- تعاطي جرعة زائدة ومفرطة من المخدرات قد يكون في حد ذاته
(انتحاراً).
* الأضرار النفسية
1- يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق
الأمر بحواس السمع والبصر حيث تخريف عام في المدركات ، هذا بالإضافة
إلى الخلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحون البطء واختلال إدراك المسافات
بالاتجاه نحو الطول واختلال أو إدراك الحجم نحو التضخم.
2- يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام وصعوبة وبطء به ،
وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء الذي يحدث معها بعض
أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى الهذيان والهلوسة.
3- تؤدي المخدرات أثر تعاطيها إلى آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر
والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في
المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه.
4- تحدث المخدرات اختلالاً في الاتزان والذي يحدث بدوره بعض التشنجات
والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى
صعوبة المشي.
5- يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان ، حيث ينقلب المتعاطي عن
حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة (بعد تعاطي المخدر) ويتبع
هذا ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه فهو بعد التعاطي
يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة
النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم
وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب.
6- تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية الشديدة والتوتر
الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم
والتكيف الاجتماعي.