أهميــة الوقت وتنظيمــه ¤؛°
--------------------------------------------------------------------------------
لا نبالغ إذا أكدنا أن " الوقت هو أغلى ما نملك " لأن الوقت هو العمر ، والعمر هو الحياة .
وهل يملك الإنسان أغلى من عمره أو من حياته ؟؟
ومن هنا فإن قضاء الوقت بما هو نافع ومفيد يعد من أهم عوامل تحقيق السعادة والهناء؛ لأن ذلك دليل على إدراك أهمية الوقت ومسئولية الفرد تجاهه ، وعلى قدرته على التعامل معه بإيجابية وحيوية .
ومما يؤكد مسئولية الإنسان عن كل لحظة من لحظات عمره وحياته قوله ، صلى الله عليه وسلم : " لن تزول قدما ابن آدم حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به " .
ولهذا فإن على الإنسان أن ينمي لدى نفسه القدرة على إدارة الوقت والاستفادة منه فيما يعود عليه وعلى البشرية بالخير والبركة ؛ لأن الحياة هي الأداء النافع المفيد لا الاستغراق في أحلام اليقظة ، ولا ضياع الوقت بما لا ينفع ولا يفيد .
ولما قال ، صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " فإن ذلك يؤكد أن " الفراغ " نعمة من نعم الله – سبحانه وتعالى – على عبده ينبغي أن تستغل أفضل استغلال قبل أن يأتي على المرء من المشاغل والمصاعب ما يجعل الحليم حيران .
وتقع مسئولية " إدارة الوقت " على المرء نفسه ؛ إذ ينبغي أن يُعَوِّدَ نفسه دائما على الاهتمام بالمهام والمسئوليات بكل دقة ، وأن يؤديَها في مواعيدها مهما كانت تلك المهام صغيرةً أو كبيرة ؛ لأن من شب على شيء شاب عليه .
وعلى المرء أن يجبر نفسه على " الالتزام " بالمواعيد والمواثيق التي حددها لنفسه ، أو قطعها لغيره على نفسه ؛ لأن هذه أولُ خطوة من خطوات حُسن إدارة الوقت .
وتتحمل " الأسرة " مسئولية تعويد الأبناء على الاهتمام بالوقت وتنظيمه منذ الصغر إذا عودتهم الاستيقاظ في مواعيد محددة ، وعودتهم الالتزام بما قطعوه على أنفسهم من مواعيد ومواثيق ، ورسمت لهم كيفية تنظيم الوقت وحسن إدارته ؛ من خلال تدريبهم على توزيع الوقت باعتدال بين : القراءة وحل الواجبات ، والاستفادة من التقنيات الحديثة كالكمبيوتر والإنترنت في إثراء المعارف وتعدد مصادر المعلومات ، ومزاولة الألعاب المفيدة ، وحضور المحاضرات والندوات …… وتعويدهم الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع ؛ وبخاصة في أوقات الانتظار في مواقف السيارات ، أو عيادات الأطباء ، أو في الدوائر الرسمية …. وغيرها .
ولعل من أبرز دلائل اهتمام المرء بالوقت وحرصه على إدارته.. احترامَه وتقديره لأوقات الآخرين ؛ لأن إدارة الوقت بحكمة وتعقل تُنَمي لدى المرء اهتمامه بالآخرين ، وإن عكس ذلك يعني أن المرء الذي لا يحترم الوقت ولا يحترم مواعيد الآخرين فإنه يسطو على أوقاتهم ، ويتعدى على حقوقهم ، ويضيع عليهم ساعات يمكن أن يحققوا فيها الكثير لو لم يضيعها عليهم.
وخلاصة القول :
إن على المرء أن يكون دقيقا في مواعيده ، وأن يكون منظما لوقته ، وأن يحاول الاستفادة من كل لحظة من لحظات عمره ، وأن يوطن نفسه على ذلك ويدربها على تعود ذلك واستساغته ، وعليه أن يدرك أن هناك فرقا شاسعا بين " التخطيط " و" التخبط" فالتخطيط هو التنظيم الواعي ، وهو الذي يؤدي إلى نتائج مرضية ، أما التخبط فهو ترك الأمور للعشوائية التي تؤدي غالبا إلى نتائج سلبية .
وعلى الأسرة أن تعود أبناءها احترام الوقت وحسن إدارته منذ الصغر ، وعلى الموظفين احترام أوقات الآخرين وعدم " السطو " عليها وإضاعتها في انتظار لا داعي له باختراع الأعذار الواهية والمبررات غير المستساغة ، وعلى الجميع أن يدركوا أن " الوقت " هو أغلى ما نملك ، وأن علينا أن نستغله بكل ما هو نافع ومفيد من خلال خطة نرسمها لحياتنا اليومية ، ونحرص على تحقيقها والالتزام بها حتى يصبح ذلك ديدنَنا في كل يوم من أيام حياتنا ، وأن نحرص على ألا نعتدي على أوقات الآخرين ولا نضيعها بأي أسلوب من أساليب الإضاعة ؛ سواء أكان ذلك بتأخير معاملاتهم ، أو تأخيرهم عن أداء أعمالهم ، أو بإشغالهم في أحاديث جانبية لا تعود على أحد بفائدة في أثناء الزيارات الشخصية أو اللقاءات العابرة ، التي كثيرا ما يُمضي فيها الناس أوقاتا طويلة دون فوائد مرجوة ، ولا نتائج مستهدفة.