وزارة الخارجية:
كانت وزارة الخارجية هي أول وزارة يتم إنشاؤها، وذلك بعد أن اتخذت الإدارات المكلفة بالإشراف على العلاقات الخارجية أشكالاً مختلفة تنهض وفقاً لنهضة علاقات الملك عبدالعزيز بالعالم الخارجي، و وفقاً لنهضة الأحداث العالمية، ففي بداية تأسيس دولته، كان الملك عبدالعزيز يتولى الإشراف على الشؤون الخارجية بنفسه، وكان يوفد من ينوب عنه في إتمام اللقاءات الدولية، وعقد الاتفاقيات مع الدول الأخرى، فقد مثله– على سبيل المثال– الأمير أحمد بن ثنيان في عقد معاهدة القطيف، المعروفة باسم "معاهدة دارين" الموقع عليها مع الإنجليز، وفي التوقيع على "معاهدة المحمرة" بين نجد والعراق.
وفي عام 1338هـ/1919م، أوفد الملك عبد العزيز ابنه فيصل في زيارته الأولى لأوروبا،ثم تتالت بعد ذلك الاتفاقيات التي وقعت عليها المملكة، وتعززت علاقاتها مع العالم الخارجي.
وفي عام 1344هـ/1926م، تمّ إنشاء "مديرية الشؤون الخارجية" في جدة. وظلت تعمل إلى أن تأسست "وزارة الخارجية" بموجب قرار ملكي صادر في عام 1349هـ/1930م ينص أيضاً على تولية مهماتها للأمير فيصل بن عبدالعزيز، لتصبح أول وزارة يتم إنشاؤها في المملكة العربية السعودية،وقد كان الملك عبدالعزيز يولي هذه الوزارة اهتماماً خاصاً، وظلّ الأمير فيصل يتولى مهماتها بعد وفاة والده الملك عبدالعزيز وحتى ولايته لعهد المملكة. وبقيت "تحت نظره حتى بعد توليه عرش أبيه"(16).
مضت المملكة قدماً في طريق تعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى، حيث وضع الملك عبدالعزيز بعد فتح الحجاز نظماً تحكم علاقاته الخارجية تنص على تعيين سفراء ووزراء مفوضين وقناصل،كما اتسع التمثيل الأجنبي في بلاده.