المواصلات وطرق الاتصال:
أصبح البترول المورد الاقتصادي الرئيس للملكة، ووظفت الدولة مواردها الجديدة في تزويد نفسها بوسائل حديثة للاتصال تمكنها من تقريب أجزائها وتعزيز وحدتها. فأصدر الملك عبدالعزيز أمراً بإنشاء طرق تمتد لمسافة 43 ألف كيلومتر، تكتمل على مدى عشرين عاماً، كما أمر في الوقت نفسه ببناء خطوط حديدية عبر الصحراء،وفي عام 1951م انتهى إنشاء الخط الحديدي الذي يربط الرياض بالدمام.
وفيما يختص بالاتصالات السلكية واللاسلكية، اهتم الملك عبد العزيز– حتى قبل اكتمال توحيد المملكة– بربط المناطق الصحراوية بشبكة لاسلكية أفادته كثيراً في حروبه، وساعدت الحكومة في حفظ الأمن، ولتطوير هذا الجانب أمر الملك عبد العزيز بإنشاء أربع مدارس لتعليم الاتصالات اللاسلكية في جدة ومكة والمدينة والرياض(42)، وتطورت في عهده مراكز الهاتف واللاسلكي، وانتشرت شبكة حديثة للاتصالات في المدن الكبرى، وصل عدد مراكزها إلى أكثر من ستين مركزاً، وكما أشرنا من قبل– في بداية هذا الجزء الخاص بالبناء الحضاري– إلى المشاكل التي واجهها الملك عبد العزيز من قبل الإخوان، واحتجاجهم على هذه الوسائل الحديثة كبدعة تتعارض مع التعاليم الإسلامية، و كيف أن الملك عبد العزيز قد أولى اهتماماً لهذا الجانب من جوانب البناء الحضاري، حينما واجه حركة الإخوان أخيراً بالحزم الذي كان لا بد له، كمؤسس دولة وواضع أسس لحضارتها المعاصرة من استخدامه.