عدد المساهمات : 2312 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/11/2009 العمر : 47 الموقع : المملكة العربية السعودية جدة
موضوع: صفات حجاب المرأة الخميس يناير 28, 2010 8:35 pm
صفات حجاب المرأة
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي قدر فهدى ،والذي خلق الزوجين الذكر والأنثى ،من نطفةٍ إذا تمنى ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الحمد في الآخرة والأولى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عرج به إلى السماء فرأى من آيات ربه الكبرى ، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وأولى المناقب والنهى وسلم تسليماً كثيرا ًمؤ بدا .
أما بعد فيا عباد الله :إنه لا يخفى على كل صاحب بصيرة وفطرة سليمة ما خصت به المرأة المسلمة في الإسلام من خصائص تتناسب مع فطرتها التي فطرها الله عليها ،فحفظ الإسلام بتلك الخصائص للمرأة كرامتها وشرفها ، وأنزلها مكانتها التي أراد الله لها ،وقد خص الإسلام المرأة بأحكام تتعلق بها حفظا ًلكرامتها وشرفها قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36.
وإن من الأحكام التي خصت بها المرأة المسلمة وألزمها الله بها :
وقال تعالى ({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } وقال للنساء عندما أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد : فقلت له يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباباً , قال عليه الصلاة والسلام (لتلبسها أختها من جلبابها )..
فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج من بيتها .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن من أحد) .
وحجاب المرأة الشرعي عباد الله له صفات لابد أن يتصف بها منها :
1- أن يكون ضافياً يستر جميع جسمها عن الرجال الأجانب . 2- أن يكون صفيقا ًيستر ما ورائه فلا يكون شفافاً يرى منه لون البشرة . 3- أن لا يكون ضيقاً يبين حجم أعضاء المرأة . وإذا كان حجاب المرأة مخالفاً لهذه الصفات فإن صاحبته يصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما : نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخْت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .....)الحديث .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : (معنى كاسيات عاريات بأن تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجزتها وساعدها ونحو ذلك ..... ).
ومن صفات حجاب المرأة المسلمة عباد الله أن لا يشبه لبس الرجال فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ،ولعن المترجلات من النساء والفارق بين لباس الرجال والنساء يعود إلى ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء بحب عرف كل مجتمع .
5-أن لا يكون فيه تشبه بلباس الكافرات فقد قال صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم )) والغالب على لباس الكافرات عدم الحشمة ،والحياء، وإظهار المفاتن وكشف العورات ،قال الله محذراً المؤ منات من التشبه بالكافرات وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى).
وقد كانت المرأة في الجاهلة تلقي خمارها على رأسها ، ولا تشده على عنقها فيظهر العنق والقلائد وكل ما يشد انتباه الرجال إليها فنهى الله المؤمنات عن ذلك .
الخطبة الثانية
الحمد لله .............
أما بعد عباد الله : إن أعداء الإسلام بل أعداء الإنسانية اليوم من الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض غاظهم ما نالته المرأة المسلمة من كرامة وعزة وصيانة في الإسلام ، ولأن أعداء الإسلام يريدون أن تكون المرأة أداة تدمير وحباله يصطادون بها ضعاف الإيمان وأصحاب الغرائز الجانحة بعد أن يشبعوا منها شهواتهم المسعورة كما قال تعالى ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً)) .
والذي يؤسف عباد الله أن كثيراً ممن يدعون الإسلام وهم محسوبون على أهله سلكوا مسلك أعداء الإسلام في نظرتهم إلى المرأة فهم يريدونها سلعة مكشوفة أمام أعينهم يتمتعون بجمال منظرها أو يتوصلون منها إلى ما هوا أقبح من ذلك .
ولذلك حرصا على أن تخرج من بيتها لتشارك الرجال في أعمالهم جنبا إلى جنب وأدهى من هذا عباد الله أن بعض الناس يأخذون بأقوالٍ مرجوجة لا حظ له من كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم في صفة حجاب المرأة المسلمة وقد تصدى علماء الإسلام لتلك الأقوال ونبذوها ،وبينوا بطلانها ، مع أن تلك الأقوال التي فيها إباحة كشف المرأة لوجهها قيدوها بالفتنة قالوا إذا أمنت الفتنة ..
والفتنة في هذا الزمان غير مأمونة فقد قل الحياء وكثر دعاة الفتنه فعليكم عباد الله أن تصدقون مع الله عز وجل في حشمة نسائكم وحفظ كرامتهن حتى لا يقع مالا تحمد عقباه قال تعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
ويجدر على المرأة المسلمة أن تتقي الله في شرفها وعفافها ولتنظر إلى الحجاب على أنه عبادة تتقرب به إلى الله تعالى وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،ويجب عليها أن تفخر به وتعتز به فهوا درع كرامتها وحصن شرفها وعرضها .
عن أم سلمه رضي الله عنها قالت لما نزلت هذه الآية َا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من سكنية أو عليهن أكسية سود يلبسنها .