موسى عليه السلام (1)
نبي الله موسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
وقصة موسى مثيرة وطويلة فهو عانى كثيراً وعمل كثيراً في سبيل تبليغ رسالته التي لم تختلف في جوهرها عن رسالة الأنبياء السابقين، وهي إرساء دعائم التوحيد.
لقد ورد ذكر موسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل في 23 سورة من سور القرآن.
ويقول الدكتور فضل حسن عباس في كتابه “القصص القرآني”: وليس بغريب أن يكون موسى عليه السلام صاحب الحظ الأوفر في الحديث عنه، لأن الذين أرسل موسى إليهم كان لبعضهم آثاره الباقية الدالة على جبروتهم وهم الفراعنة. والبعض الآخر هم بنو إسرائيل. وموسى عليه السلام عندما نتحدث عنه نتناول من أكثر من جانب:
1- طفولته التي لم تكن عادية، فقد تربى عند فرعون الذي كان يحسن إليه وهو لا يدري أنه سوف يكون فيما بعد سبباً في هلاكه. فأخذه واحتضنه لأنه كان محروماً من الأولاد فرباه وعندما شب موسى غلاماً وقف ضد فرعون.
2- شبابه الذي تميز بالقوة والحدة والأمانة، وقد لفت بذلك نظر ابنتي يعقوب عليه السلام عندما قالتا: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين.
3- موقفه من الرسالة الإلهية حيث واجه فرعون مستعيناً بالله قائلاً: “قال رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي”.
وبناءً عليه آزره الله بأخيه هارون فذهبا إليه ودعا موسى فرعون إلى التوحيد، ولكنه أبى فهو يقول لأهل مصر أنا ربكم الأعلى، وموسى ازداد إصراراً على المواجهة.
4- موقفه من السحر والسحرة، فرأينا كيف ألقى عصاه في الموعد المضروب بينه وبين سحرة موسى، فإذا هي تلقف ما يأفكون.
5- موقفه من فرعون الذي لم يرد أن يستجيب رغم انهزام سحرته، فأمر الله موسى بالخروج ببني إسرائيل من مصر، تمهيداً لإهلاك فرعون، فسار بهم إلى الأرض المقدسة، بعد أن ضرب بعصاه البحر فأصبح يبساً أمامه، وخرج فرعون وقومه وراءه، فأطبق عليهم البحر، ثم لفظ جسد فرعون ليكون لمن خلفه آية.
6- موقفه من ربه حين قربه وناجاه بالطور مكافأة له، لم يستطع أن يرى ربه فرأى عظمته في الجبل الذي دك وساخ في الأرض.
وعندئذ أعطاه الألواح التي فيها رسالة السماء إلى بني إسرائيل، وقال له ربه: “قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين”.
7- موقفه من عبدة العجل حيث واجههم بالحزم وأنب أخاه هارون قبل الآخرين، حيث أخذ برأسه يجره فقال: “قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي” “إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين”.
عندئذ التفت موسى عليه السلام إلى السامري رأس الضلالة قائلاً: ما خطبك يا سامري؟ فقال: بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي.
ثم التفت إلى القوم الذين قالوا أيضاً: حملنا أوزارنا من زينة القوم فصورها لنا السامري وأخرج لنا عجلاً جسداً له خوار فأضلنا عن الطريق المستقيم. ثم ندموا فقال لهم موسى: عليكم بقتل أنفسكم إذا أردتم قبول توبتكم.
8- موقفه من أهل التيه الذين طلب منهم أن يذهبوا معه إلى الأرض المقدسة وغزو أريحا لكنهم قالوا إن فيها قوماً جبارين وقالوا لموسى: “فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون”، فخرج موسى وهو يقول: “قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننننا وبين القوم الفاسقين”، وهنا أمره الله أن يتركهم في البيداء يتيهون في الأرض 40 عاماً ثم يهلكون.