قصة مقابلة الملك فيصل لملك بريطانيا بالسيف
من اليمين آل الشيخ ثم مدير الحوار السبيعي
الرياض: سعد الميموني
كشف أكاديميان في محاضرة نظمتها أمس جامعة الملك سعود في الرياض عن بعض جوانب شخصية الملك فيصل , وقال رئيس المجلس البلدي في مكة المكرمة الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله آل الشيخ الذي ألقى محاضرة بعنوان" جوانب من حياة الملك فيصل المبكرة" إن الملك فيصل اشتهر منذ طفولته بالشهامة والفروسية، فالشجاعة كانت من صفاته البارزة منذ حداثة سنه فقد تفوق على جميع أقرانه وكان مقرباً إلى جده الشيخ عبداللطيف الذي تبناه بعد وفاة أمه وهو رضيع.
وأضاف آل الشيخ في المحاضرة التي أدارها عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بالجامعة الدكتور عبدالله السبيعي:أن ذلك يتضح من خلال معاملة كل من حوله له، ففي سنة 1919 اختاره الملك عبدالعزيز ليترأس وفداً متوجها إلى بريطانيا وهو في سن الثانية عشرة, حيث أظهرت تلك الزيارة النبوغ الذي تحلى به الفيصل فقد كان مقرراً من قبل المسؤولين البريطانيين أن يقتصر الوفد على خمسة أعضاء فقط، ولكن الفيصل الذي اصطحب 9 أعضاء معه أحرجهم ,بقوله إنه على استعداد لتحمل كلفة سفر أعضاء وفده إذا رفضت بريطانيا استضافتهم فما كان منهم إلا أن وافقوا على اصطحابه لجميع من رافقه، ولدى وصوله إلى لندن رفض أن يسكن في فندقٍ عادي وطالب بأن تكون إقامة وفده في نفس المباني التي تقيم فيها باقي الوفود فكان له ذلك، وقد رفض أيضاً أن تتم معاملته على أنه حدث وهدد بانسحاب وفده، وقد دخل الفيصل رحمه الله على ملك بريطانيا لابساً سيفه وحين حاولوا منعه قال: أما تقولون إني طفلٌ صغير لماذا تخافون من طفلٍ يحمل سيفاً، فاستقبله ملك بريطانيا بسيفه.
وشهدت المحاضرة عدة مداخلات من الحاضرين والحاضرات اللاتي تم نقل المحاضرة لهن في قاعة الخنساء بمركز الدراسات بعليشة، وحول إحدى المداخلات عن ثقافة الملك فيصل شارك الدكتور عبدالله السبيعي بقوله إن الملك فيصل رحمه الله كان يتقن اللغة الإنجليزية ولكنه لدى تحدثه مع موظفي أرامكو أو مع الوفود الأجنبية كان يستخدم مترجماً دائماً وكان إذا أخطأ مترجمه يصحح له. وبعد الفراغ من المداخلات تمت مشاهدة فيلم وثائقي كان مقرراً أن يبث قبل المحاضرة ولكن لعطل فني تم إرجاء بثه إلى حين الانتهاء من المحاضرة, حيث احتوى الفيلم الوثائقي على بعض خطابات الفيصل وكذلك حديث أبنائه عنه ومما جاء فيه على لسان الأمير تركي الفيصل: لو شرّحنا جسد الفيصل لوجدنا فلسطين في كل خلية منه ولا غرابة في أن يسمى بعد استشهاده بشهيد فلسطين. وجاء أيضاً على لسان الأمير خالد الفيصل قوله إن إجابة الملك فيصل عن سؤالٍ وُجِه له عشية وفاته حول تطلعاته للمملكة في عام 2000 كانت"أتمنى أن تكون المملكة العربية السعودية بعد عام 2000 مصدر إشعاعٍ للإنسانية".
منقول من جريدة الوطن السعوديه