التعليم....الواقع وسبل التطوير
إن هذا العنوان الذي وسمت به المقال لايمثل مكانة لدي فحسب ، بل إنه أنموذج حضاري ، وموقف تربوي رسمه مركز الملك عبدا لعزيز للحوار الوطني في لقائه الفكري السادس ، حين بدأ رحلاته في مناطق مملكتنا الحبيبة متنقلا مابين شرقها وغربها ، وشمالها وجنوبها في لقاءات تحضيرية لحورات وطنية حول التعليم يتبادل فيها المشاركون الآراء لتشخيص العملية التعليمية والتربوية ، واقتراح آليات النهوض بها ، وجاء لقاء الجوف خاتمة العقد ، وزانه حضور فاعل لوزراء التعليم وقاداته ، وتركزت مداخلات مشاركيه في محاور ثلاثة :ـ
1ـ مناقشة الواقع التعليمي ، وتحديد أهم القضايا التي تواجهه من وجهة نظر المشاركين .
2ـ التعرف إلى رؤية المجتمع على وجه العموم ، والمجتمع التعليمي على وجه الخصوص نحو واقع التعليم والسبل اللازمة لتطويره .
3ـ الخروج بمقترحات تسهم في تطوير التعليم لوضعها أمام صانعي القرار في المملكة العربية السعودية.
وخلصت اللقاءات بمجموعة من التوصيات ستسهم في التقدم التعليمي والتمدن التربوي بإذن الله ، لعل من أبرزها :ـ ( في مجال الأنظمة و المباني والتقنيات ) إنشاء هيئة مستقلة لمتابعة وتقويم البرامج التنفيذية، وقياس تحقيق الأهداف التعليمية ، إنشاء هيئة رقابية عليا لمتابعة الأعمال الإدارية والمالية. ووضع معايير دقيقة لقياس الجودة في كافة المناحي التعليمية . التوسع في المباني المدرسية مع العناية بالكيفية ، تصميم مباني مدرسية مطابقة للموصفات، والمقاييس المعتمدة في مباني مدارس الحرس الوطني ومدارس شركة أرامكو، مع مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة. استحداث هيئة مستقلة تابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية لمتابعة إنشاء المباني المدرسية، وصيانتها، بالشراكة مع القطاع الخاص. إيجاد البيئة التقنية التعليمية المتكاملة للمكتبات، والمعامل والمناهج، للقضاء على الأمية التقنية.الاستفادة من المباني المدرسية في الفترات المسائية.تجهيز مقرات للأنشطة المدرسية. تطوير تصاميم النماذج السابقة . إنشاء قناة فضائية تعليمية. تفعيل دمج تقنيات التعليم في المناهج الدراسية. .تصميم مواقع تعليمية على الإنترنت لخدمة أغراض التعليم الالكتروني. .توفير خدمات رعاية الطفولة في المباني المدرسية. .غرس القيم والمبادئ الكفيلة بالحفاظ على المرافق العامة، ومعالجة الممارسات السلوكية الخاطئة في هذا الجانب. .التوعية الدينية بفضل مشاركة الأوقاف في خدمة المصالح التعليمية . وأما التوصيات التي تتعلق ( بالمناهج والأنشطة الطلابية ) فكان من أبرزها : تكثيف المناهج الشرعية لاسيما العقدية للحاجة المجتمعية لمواجهة الشبهات المثارة ، تطبيق المنهج التكاملي ، ومعالجة الكثافة العددية للمناهج . ترشيد الهدر في الكتب الدراسية .التوسع في البرامج التدريبية بما يخدم التنمية وسوق العمل . التوسع في فتح أقسام علمية تطبيقية وتقنية جديدة تتماشى مع متطلبات التنمية المستقبلية . تحفيز مراكز البحث والتطوير وإيجاد الدعم الكافي لها . توفير برامج تدريبية خاصة لتدريب المتسربين من التعليم العام والعالي ، وفق احتياجات سوق العمل ، ودراسة أسباب تسربهم وعلاجها .
توفير المزيد من فرص التعليم والتدريب الحكومي والأهلي . لذوي الاحتياجات الخاصة وفقا لقدراتهم ، وحاجة سوق العمل . تقديم حوافز تشجيعية للكوادر الفاعلة في الأنشطة الطلابية . تشجيع الخدمات التطوعية في المناهج والأنشطة ، ودفع الطلاب والموظفين في قطاع التعليم العام للمساهمة المجتمعية من خلال الممارسات الفعلية . تحديد معايير الجودة للمناهج ، والأنشطة ، للإشراف على التنفيذ ، ومن ثم التقويم . العناية بالموهوبين، ورسم برامج خاصة لتبنيهم ، وتوفير المتطلبات اللازمة لهم ، والاستفادة منهم . تبني مناهج تربي الطالب على التحليل ، والاستنباط والتفكير الإبداعي ، واعتبار الطالب المحور الأساسي في العملية التعليمية . وأما التوصيات التي تتعلق ( بالمعلم ) فكان من أبرزها :
اعتماد نظام :- رخصة المعلم ، والفحص المهني في ضوء وثيقة إختبار كفايات المعلم ، لمزاولة مهنة التعليم بالتنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة كديوان الخدمة المدنية ، ومؤسسات التعليم العالي ، يراعى فيه جانب الإصدار ، والتجديد للاستمرار في المهنة .. تدريب المعلمين والمعلمات على تطبيق طرائق ، واستراتيجيات التدريس ، والتعليم الحديثة . وضع نظام يصنف المعلمين والمعلمات (رتب المعلمين ) وفق معايير تحدد ، وإدراج حوافز للمتميزين منهم .تطوير معايير تقويم الأداء للمعلمين والمعلمات ..تثقيف المجتمع بوثيقة أخلاقيات مهنة التعليم ، ونقلها من النظرية إلى التطبيق ..تنويع أساليب التنمية المهنية المستدامة للمعلمين والمعلمات تشتمل على الأساليب التقليدية ، إضافة إلى تقنية المعلومات والاتصال واستخداماتها في مجال "التدريب عن بعد " . اختيار وإعداد القيادات التعليمية في ضوء مفهوم القيادة التحويلية ..التوسع في برامج التدريب ، وإشراك القطاع الخاص فيه ، وإلزام أفراد التعليم للالتحاق بها . إصدار وثيقة تنص على حقوق أفراد العملية التعليمية ، والتعريف بها ، وسن العقوبات على مخالفيها . تبني طرائق التدريس الحديثة ، وتدريب المعلمين عليها ..إنشاء مراكز تدريبية متخصصة على مستوى عال من الناحية العلمية والتقنية .. الإفادة من التجارب العالمية والمحلية الناجحة في مجال إعداد المعلم وتدريبه .
ولولا ضيق المساحة لأوردت الكثير من التوصيات التي تدل على النضج العلمي ، والتقدم المهني الذي يعيش أفراد مجتمعنا ، وقد قوبلت هذه التوصيات بالحفاوة والترحيب من قبل المسؤولين ، و اختُتِم لقاء الجوف بكلمات ثمينة من معالي الشيخ : صالح بن عبدالرحمن الحصين أشار فيها إلى صراع القيم الذي يعيشه العالم اليوم ، وأكد على أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية التي تمثل المملكة العربية السعودية موقعا وحكومة وشعبا ، والاعتزاز بصبغة الله التي اختارها للمؤمنين ، وتشرف المشاركون بلقاء خادم الحرمين الشريفين ، ورفع التوصيات لمقامه السامي ، أسأل الله أن نرى هذه التوصيات واقعا نلمس أثره ، ونتفيأ ثمره ، وأن يرقى التعليم في مملكتنا إلى مصاف الدول العالمية وأن يكون له السيادة والريادة في كل نافع مفيد مبرهنا للعالم أجمع سبق الإسلام وأهله للتصدر والقيادة في مجالات الحياة بأجمع .