رأس عالم يتكلم بعد موته
قال الإمام ابن الجوزي في ترجمة أحمد بن نصر يكنى , كان من كبار العلماء الآمرين بالمعروف وسمع الحديث من مالك بن أنس وحماد بن زيد وهشيم وغيرهم .
امتحنه الواثق بالقرآن فأبى أن يقول إنه مخلوق .. فقتله في يوم السبت غُرَّة رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين .. فصَلب جسده وأنفذ رأسه إلى بغداد فنصبه فلم يزل كذلك ست سنين .
ثم حُطَّ وجُمع بين رأسه وبدنه ودُفِن بالجانب الشرقي من بغداد في المقبرة المعروفة بالمالكية في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين
وعن داود بن سليمان قال حدثني أبي قال : سمعت أحمد بن نصر الخزاعي يقول : ( رأيت مصاباً قد وقع فقرأت في أذنه ، فكلمتني الجنية من جوفه : يا أبا عبد الله بالله دعني أخنقه فإنه يقول القرآن مخلوق ) .
وعن أبي بكر المروزي قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، وذكر أحمد بن نصر ، قال : ( رحمه الله ما كان أسخاه ، قد جاد بنفسه ) .
وعن إبراهيم بن إسماعيل بن خلف قال : كان أحمد بن نصر خِلّي فلما قُتل في المحنة وصُلب أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن ، فمضيت وبت بقربِ من الرأس مشرفاً عليه .. وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه ..
فلما هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) .. فأقشعر جلدي ثم رأيته بعد ذلك في المنام وعليه السندس والإستبرق ، وعلى رأسه تاج فقلت : ما فعل الله بك يا أخي ؟
قال : غفر لي وأدخلني الجنة ، إلا أني مغموماً ثلاثة أيام ، قلت : ولم ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بي فلما بلغ خشبتي حول وجهه عني ، فقلت بعد ذلك : يا رسول الله قُتلتُ على الحق أو على الباطل ؟ فقال : أنت على الحق ، ولكن قتلك رجل من أهل بيتي فإذا بلغت إليك أستحي منك .
وعن إبراهيم بن الحسن قال : ( رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم بعد ما قُتل فقال له : ما فعل الله بك ؟ قال ما كانت إلا غفوة حتى لقيت الله عز وجل فضحك إلي ) .