السيول تهدد مشاريع حكومية جديدة في شمال جدة
عبد الله آل هتيلة ـ محمد حضاض ـ جدة
أكد مصدر مطلع في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن اللجنة الوزارية بدأت أعمالها، وستعمل بشكل عاجل وسريع لحماية جدة من آثار الأمطار.
وقال المصدر بأن هناك العديد من الدراسات التي أجرتها الهيئة على أودية جدة، ومن أهمها الدراسات التي سلمتها لأمانة جدة أخيرا بخصوص بناء خمسة سدود لحماية جدة من الأودية الشرقية وبدأت الأمانة بالفعل تطبيقها على أرض الواقع.
وحول الحلول التي من الممكن أن تساهم في حل مشكلة السيول، قال: هنالك تسعة أودية أخرى في جدة من وسط جدة وحتى أقصى شمالها وجميعها أودية كبيرة وتحتاج إلى حماية الأحياء التي تقع في مجاريها بسدود خرسانية وربطها بمشاريع مجاري السيول وإيصالها للبحر مباشرة، وقد بدأت أمانة جدة إجراءات صارمة في هذا الخصوص، حيث أوقفت عددا كبيرا من الأراضي في شمالي وغربي جدة تمهيدا للتأكد من مرور مشاريع السيول عليها من عدمه.
وكشف المصدر المطلع عن وقوع العديد من المشاريع المهمة في شرقي جدة تحت مرمى السيول، وقال: هنالك عدد من المواقع والمشاريع المهمة في شمالي جدة تقع في أودية لو جاءتها سيول ضخمة قد تضر بها ولعل أهم تلك المشاريع فرع جامعة الملك عبد العزيز شمالي جدة والموقع الجديد لمدينة الملك عبد الله الرياضية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول، حيث تصب فيها الأودية، ويجب أن نستبق الأحداث ونعمل على حمايتها من خلال وضع الحلول الكافية لدرء مخاطر السيول عنها.
وعن كفاءة السدود التي قدمت دراساتها الهيئة وآلية عملها، قال: قمنا بتقديم دراسات متكاملة لأمانة جدة حول طبيعة إنشاء السدود ومواقعها، وجميعها سدود خرسانية مجهزة بفتحات تصريف متناسبة وهي قادرة بإذن الله على حفظ المياه خلفها ولكن شريطة أن يتم تنفيذها من قبل الشركات المعدة لذلك وفق المواصفات المطروحة في الدراسة.
وأضاف حول فكرة السدود قائلا: من الممكن أن تحافظ السدود على الثروة المائية من خلال استخدامها لري المزروعات والحدائق في جدة أو إعادتها من خلال استخدام أنظمة حديثة إلى أول الوادي لري المزارع الموجودة في بعض الأودية وبذلك تتحقق أكثر من فائدة.
من جهته أكد لـ «عكاظ» أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس، أن سد السامر الاحترازي لم يعد يشكل خطرا على حياة السكان، مبينا أن ضغط المياه غربي السد أصبح شبه معدوم بعد سحب كميات كبيرة من المياه بواسطة مضخات.
وقال الدكتور أبو راس، بأن مضخات إضافية من الأمانة وجهات حكومية أخرى ستبدأ عملها اليوم لدعم الآليات والمعدات الحالية لإدخال الطمأنينة في نفوس سكان السامر والتوفيق.
وأضاف أمين جدة بأن توجيهات الأمير منصور بن متعب لأمانات المناطق بدعم أعمال أمانة جدة أعطت النتائج المأمولة، ولمس الجميع جهود العاملين من مختلف المناطق ومساهمتهم في رفع الضرر عن الأحياء المتضررة، وأشار الدكتور أبو راس إلى أن مسؤولي الأمانات أبدوا تفاعلا غير مستغرب في أعمال تخفيض منسوب مياه الشوارع والأحياء.
وأفاد أمين جدة أن حي البغدادية الذي تعرض لأضرار كثيرة جراء الأمطار وصل إلى مرحلة جيدة بعد رفع الأضرار التي لحقت بالمنازل والعقارات والمحال التجارية.
وأكد الدكتور أبو راس أن الأنفاق ستكون في مأمن مستقبلا، ولن تتكرر المعاناة المتمثلة في غرقها بمياه الأمطار، مبينا أن خططا أعدت لحمايتها من المياه الجانبية من الشوارع أو الأحياء المجاورة والتي كانت سببا رئيسا في إغراقها بالمياه، وأوضح أن فريقا هندسيا كلف بإعادة تقييم عمل مضخات الأنفاق تفاديا لأي تقصير مستقبلا.
ونوه أمين جدة بالقرارات التي اتخذتها اللجنة الوزارية التي ستسهم مستقبلا بمشيئة الله في درء أي أخطار، وقال «أجزم بأن هذه القرارات ستنقل جدة إلى مرحلة متميزة ومتقدمة في ظل قيادة أمير منطقة مكة المكرمة الذي ظل طوال محنة سكان جدة يتابع كل صغيرة وكبيرة من أجل الاطمئنان على أحوالهم».
وثمن الدكتور أبو راس جهود جميع القطاعات ذات العلاقة بالتعامل مع أمطار وسيول جدة، مبينا أن العملية التكاملية أعطت النتائج المأمولة رغم أن كمية الأمطار كانت مفاجئة.